صراحة نيوز ـ يُعدّ الذكاء الاصطناعي المحرك الرئيسي لمجالات التكنولوجيا الناشئة مثل: الروبوتات وإنترنت الأشياء، وقد كان للذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) بنحو خاص تأثير كبير في انتشار الذكاء الاصطناعي وزيادة شعبيته، واستخداماته في المجالات المختلفة ومن المُتوقع أن يستمر هذا التأثير في المستقبل.
ووفقًا لمسح أجرته شركة IBM عام 2023، دمجت ما تبلغ نسبته 42% من الشركات الذكاء الاصطناعي في عملياتها، وتفكر ما تبلغ نسبته 40% في البدء باستخدامه في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، استخدمت ما تبلغ نسبته 38% من المؤسسات الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملها، وتفكر ما تبلغ نسبته 42% في القيام بذلك.
ومع وجود العديد من التغييرات التي تأتي بهذه الوتيرة السريعة، إليك ما قد تعنيه التطورات في الذكاء الاصطناعي لمختلف الصناعات وكيف ستغير العالم في المستقبل.
إليك 6 طرق سيؤثر الذكاء الاصطناعي من خلالها في العالم في المستقبل:
1- زيادة أتمتة الأعمال:
لقد تبنت قرابة 55% من المؤسسات الذكاءَ الاصطناعي بدرجات متفاوتة؛ مما يشير إلى زيادة أتمتة العمليات للعديد من الشركات في المستقبل القريب. ومع ظهور برامج الدردشة والمساعدين الرقميين، أصبح بإمكان الشركات الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لأتمتة معظم المهام المرتبطة بخدمة العملاء، كإجراء المحادثات البسيطة مع العملاء، والإجابة عن الاستفسارات الأساسية.
2- تسريع عملية اتخاذ القرار:
إن قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل كميات كبيرة من البيانات وإنشاء رؤى قيّمة، يمكن أن تساعد في تسريع عملية اتخاذ القرار. فبفضل هذه القدرات لن يحتاج قادة الشركات إلى قضاء الكثير من الوقت في تحليل البيانات بأنفسهم، بل سيستخدمون الذكاء الاصطناعي بدلًا من ذلك للحصول على رؤى فورية تساعدهم في اتخاذ قرارات مستنيرة بسرعة.
3- اختفاء بعض الوظائف:
لقد تسببت أتمتة العديد من الأعمال بظهور مخاوف من فقدان الوظائف؛ إذ يعتقد الموظفون أن ما يقرب من ثلث مهامهم يمكن أن يؤديها الذكاء الاصطناعي. ومع أن الذكاء الاصطناعي حقق تطورات في مجالات العمل المتعددة، فإن تأثيره غير متساوٍ في الصناعات والمهن المختلفة. على سبيل المثال: بعض الوظائف مثل: السكرتارية معرضة لخطر الأتمتة، لكن الطلب على وظائف أخرى مثل: المتخصصين في التعلم الآلي، والمتخصصين في أمن المعلومات قد ارتفع.
4- ظهور مخاوف متعلقة بخصوصية البيانات:
تحتاج الشركات المُطورة لنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى كميات كبيرة من البيانات لتدريب نماذجها، وهذا يؤدي إلى ظهور مخاوف من جمع البيانات الشخصية للمستهلكين، وبيع هذه البيانات للمُعلنين وعدم الحفاظ على خصوصيتها
5- تغيير كيفية التعامل مع بعض المسائل القانونية:
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغير طريقة التعامل مع بعض المسائل القانونية، اعتمادًا على كيفية تطور الدعاوى القضائية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي. على سبيل المثال: برزت قضية الملكية الفكرية كثيرًا في المدة الأخيرة بسبب دعاوى حقوق النشر المرفوعة على OpenAI، التي رفعها الكُتّاب والموسيقيون وبعض الشركات، مثل صحيفة نيويورك تايمز. تؤثر هذه الدعاوى القضائية في كيفية التعامل مع بعض المسائل القانونية، وهذا يعني أن تطور الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير كبير في تشريع القوانين والأنظمة
6- ظهور مخاوف من تغير المناخ:
من المُتوقع أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثير كبير في الاستدامة وتغير المناخ والقضايا البيئية؛ إذ يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كوسيلة لجعل سلاسل التوريد أكثر كفاءة، وإجراء الصيانة المعتمدة على البيانات التنبئية وغيرها من الإجراءات للحد من انبعاثات الكربون.
في الوقت نفسه، يتسبب تطور الذكاء الاصطناعي بنحو كبير في تغير المناخ؛ إذ يمكن للطاقة والموارد اللازمة لإنشاء نماذج الذكاء الاصطناعي وصيانتها أن تزيد انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 80%، وهذا يعني أن بناء نماذج الذكاء الاصطناعي وتدريبها يمكن أن يجعل الوضع البيئي أسوأ من قبل