صراحة نيوز – بين حنايا الصخور الوردية وشلالات المياه العذبة المنسابة كحرير، يمتد مسار “وادي خنيزير” أو “عيون عودة” في جنوب غرب الطفيلة، ليشكل أحد أجمل المواقع الطبيعية في الأردن. المسار، الذي يمتد على أكثر من 54 كيلومتراً، يشكل وجهة مغامرة فريدة من نوعها، حيث يمر عبر أودية ضيقة وتضاريس صخرية خلابة تضم نباتات نادرة وجداول مائية عذبة.
المغامر والمستكشف أوس المرايات، الذي كان من بين أول من استكشف هذه المنطقة، وصف المسار بأنه يعتبر من أندر المسارات للمغامرين الذين يبحثون عن تحديات في قلب الطبيعة. وأشار إلى أن المسار يتضمن ممرات صخرية ضيقة تشبه “السيق” في البتراء، ويتطلب السير لمسافات تصل إلى 12 كيلومتراً من جهة لواء بصيرا، مما يجعله ملاذاً مثاليًا للمغامرين والمستكشفين. وأضاف المرايات أن الجمال الطبيعي الذي يجمع بين الصخور الوردية، وأشجار النخيل، والمياه النقية في هذه المنطقة، يخلق مشهداً فنيًا متكاملاً من الضوء والظلال.
وأكد المرايات أن المسار يحتاج إلى تطوير بنية تحتية لتسهيل الوصول إليه، مشيرًا إلى أهمية إضافة اللوحات الإرشادية ومحطات الخدمة المناسبة، لتمكين الزوار من الاستمتاع به بأمان. كما أشار إلى أنه يعمل بالتعاون مع مديرية السياحة في الطفيلة وبعض المغامرين المحليين والدوليين للترويج لهذه المواقع باستخدام التقنيات الحديثة مثل تطبيقات الـ GPS، لتسهيل التنقل في المسار وضمان أمان المغامرين.
وأشار المرايات أيضًا إلى ضرورة مأسسة سياحة المغامرات في المنطقة وتوفير التسهيلات اللازمة من أدلاء سياحيين، ومراكز استقبال، ومحطات لخدمة الزوار والمغامرين. وأكد أن توفير هذه الخدمات سيزيد من إقبال السياح على المنطقة ويسهم في تعزيز مكانتها على الخريطة السياحية المحلية والعالمية.
من جهة أخرى، قالت مديرة سياحة الطفيلة، خلود الجرابعة، إن المناطق الغربية الجنوبية من الطفيلة تحتضن مجموعة من المسارات السياحية التي قام بترويجها المغامرون المحليون والدوليون. وأكدت أن هذه المسارات تخرج السياحة في الطفيلة من طابعها التقليدي إلى نوع جديد من السياحة المغامرة والاستكشاف، مما يسهم في تنشيط القطاع السياحي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة.
وأوضحت الجرابعة أن المسارات التي تم تحديدها مثل مسار “الخنيزير”، ومسار “وادي الحسا”، وسيل جميلة، تتميز بتنوع تضاريسها، وألوان الصخور، والنباتات، والحيوانات، ما يجعلها قبلة جديدة للزوار من مختلف أنحاء العالم. وأضافت أن هذه المسارات تسهم في زيادة مدة مكوث السياح في المنطقة، مما يعود بالفائدة على الاقتصاد المحلي.
وأكدت الجرابعة أن المشروع السياحي في الطفيلة يرتبط ببرنامج “أردنا جنة” الذي تسعى من خلاله وزارة السياحة إلى تنشيط القطاع السياحي في المحافظة وتطويره بما يتماشى مع توجهات السياحة العالمية.