صراحة نيوز ـ حاتم الكسواني
بينما يؤكد اللواء إحتياط بالجيش الإسرائيلي إسحق بريك في مقاله بصحيفة هآرتس بأن الجيش الإسرائيلي ليست لديه القدرة على الإستمرار بالحرب وأنه لم يحقق اي هدف من أهدافها ، وأن الجيش البري الإسرائيلي في حالة تفكك من ناحية القوة البشرية ونقص الوسائل القتالية وأن وضعه متدني ولا يستطيع الدخول في عملية برية عميقة في جنوب لبنان بسبب النقص الكبير في جنود الإحتياط .
وبينما يلفت بريك إلى أن افضل أبناء إسرائيل يهاجرون بسبب فقدانهم الأمل في بناء مستقبلهم فيها لأنها حسب رأيه تقف على حافة الانهيار ويلفت بان الجيش الإسرائيلي عاجز عن القضاء على حماس أو فض العلاقة بين إيران ووكلائها ، وأن إقتصاد إسرائيل في حالة إنهيار ، وأن اللحمة الإجتماعية في حالة تفكك وأن إسرائيل على حافة حرب أهلية. وأن العالم المتطور ينفصل عنها .
وبعد كل هذا العرض المقلق للإسرائيليين نجد الكاتب العربي ” عبد الغني سلامه ” يجد في كل ما قدمه المقاومون الفلسطينيون واللبنانيون والعرب وإيران نضالا إستعراضيا لفظيا إعلاميا وأن الصمود الشعبي في غزة ولبنان صمود موجه تفرضه عليهم قوى المقاومة بالقوة والتهديد وأن خوض الحرب ضد إسرائيل كانت إستجابة لشعارات كاذبة ضخمت قدراتها القتالية وقوتها العسكرية وادعت بتوفر العدة والعتاد لديها لخوض المعارك … شعارات اطلقوها بطريقة دعائية استهدافا لجمهورهم وحواضنهم الشعبية وإرضاء لها .
ويتهم سلامه في مقاله وسائل الإعلام والصحفيين بالإنجرار وراء هذه الدعاية الكاذبة لقوى المقاومة والتعامل مع معارك طوفان الاقصى ومعارك الإسناد من قبل محور المقاومة ككرنفال نشط فيه محللوها ومراسلوها بنفس اسلوب قوى المقاومة الدعائية الإستعراضية إرضاء لاماني متابعيها العرب بعيدا عن الواقعية والمصداقية ، وكذلك كانت الجماهير العربية التواقة لأي حالة نصر ولو على حساب خسارة أهل غزة الفادحة في الممتلكات والارواح التي كانت تصفق لكل تفجير مصور لدبابة أو جرافة إسرائيلية او صاروخ اومسيرة ينطلق من لبنان دون أن تلتفت لفداحة الأثمان المدفوعة من قبل أهل غزة ولبنان مقابل ذلك .
أين نقف نحن بين مثل هذين المقالين ، ولنكون واقعيين فإننا نقر بأن الجانبين الإسرائيلي وقوى المقاومة قد خسرا كثيرا إذا افترضنا انهما خاضا لعبة عض أصابع ولا بد أن نعترف بأن الطرفين قد انهكا من طول زمن المعركة وفداحة اثمانها .
في الجانب الإسرائيلي نحن نعرف تماما أنه لولا الدعم الكبير من أمريكا والعالم الغربي لانهارت إسرائيل منذ زمن طويل ، ونحن راضون عن ما لحقها من تفكك إجتماعي وضعف عسكري وإقتصادي جراء معركة طوفان الأقصى الحمساوية ومعارك الإسناد من حزب الله وإيران واليمن والعراق ، وننتظر أن تتبلور نتائج ادهى وأمر على المدى البعيد على بناها الإجتماعية والإقتصادية بعد أن تهدأ نيران المعركة ” وهي نتائج ستتدحرج وتكبر ككرة الثلج تاليا حيث لا وقت لتفجرها في زمن الحرب ” .
اما على الجانب المتعلق بقضيتي فلسطين ” غزة ” ولبنان فنحن نعتقد بان الشعوب التي تخوض معارك الاستقلال والتحرر الوطني تكون أكثر إستعدادا على دفع الثمن يوميا في معركتها ضد المحتل ” الا يدفع الفلسطينيون في الضفة الغربية اثمانا باهظة مقابل مقاومتهم للإحتلال منذ 1967 حتى يومنا هذا ” ونعتقد أيضا ان على الأصوات المُحبطة والمتباكية على خسارة الجانبين ” الفلسطيني واللبناني ” الفادحة أن تصمت وأن تعمل على تقوية موقف قوى المقاومة ودعمها حيث لا يجدي نفعا النقد المحبط بعد أكثر من عام على المقاومة وتقديم التضحيات لان الوقت هو وقت جني الثمرات لا وقت ترف النقد من وراء المكاتب المكيفة .
إن كل عاقل يدرك بأن العالم لن يتجاهل سبب كل التضحيات التي قدمها الفلسطينيون واللبنانيون على مذبح الحرية والنضال وأن القضية الفلسطينية الآن تنتظر الحل المنصف و الدعم الكبير من الأمنين العربية والإسلامية تكفيرا لخذلانهما المخزي للاعبين الفلسطيني واللبناني في زمن المعركة .
أن الحتمية التاريخية والإنسانية تؤكد بأن الشعوب والامم تقف دائما مع حركات النضال والتحرر الوطني كما هو الحال اليوم في مساندة كل شعوب المعمورة للحق الفلسطيني .
والحتمية ذاتها تؤكد بان الشعوب تقطف بتضحياتها حريتها وتدفع بدمها ثمن إمتلاك إستقلالها وتقرير مصيرها .
اما التباكي وذرف الدموع الآن على ما خسره أهل غزة فهو تباكي ودموع التماسيح ، لأننا صبرنا على إرتفاع ثمن فاتورة حريتهم التي تعاظمت يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وسنة .. نرجو أن لاتكون بعد سنة .
لله درك ياغزة ولله دركم يا أهل غزة .. لله دركم أيها المقاومون في حزب الله .. ندعو المولى أن يحتسب ما قدمتم في ميزان حسناتكم .
لقد علمتم الدنيا مامعنى الطوفان ، وما معنى المقاومة فالرحمة لشهدائكم ولكم المجد والخلود