صراحة نيوز- في الصيف الماضي، سافر مجموعة من علماء البيئة البريطانيين إلى سلوفينيا بهدف جمع عدد كافٍ من صراصير «الزيز» المغرّدة لإعادة إدخالها إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا.
كانت هذه الحشرات صعبة المنال، إذ تطير بسرعة على ارتفاعات عالية بين الأشجار. لكن المفاجأة جاءت من فتاة في الثانية عشرة من عمرها قدمت فكرة مبتكرة.
وفقاً لصحيفة «الغارديان»، اقترحت كريستينا كيندا، ابنة موظف في شركة «إير بي إن بي»، التي استضافت مدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤولة الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، أن تضع شِباكاً لالتقاط صراصير «الزيز» بما يكفي لإعادتها إلى بريطانيا. قالت كريستينا: «أنا سعيدة بالمساعدة في هذا المشروع، فأنا أحب الطبيعة والحيوانات البرية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون رائعاً أن أساعد في جعلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».
كان نوع «نيو فورست» من الصراصير، الذي يتميز بلونه الأسود والبرتقالي، هو النوع الوحيد الذي كان موجوداً في بريطانيا. الذكور من هذا النوع يطلقون أصواتاً عالية لجذب الإناث، التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس البيض، تسقط الصراصير الصغيرة إلى الأرض حيث تنمو تحتها لعدة سنوات قبل أن تظهر على شكل حشرات بالغة.
لكن هذا النوع من الصراصير اختفى من غابة «نيو فورست»، مما دفع «صندوق استعادة الأنواع» إلى إطلاق مشروع بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته. تتضمن الخطة جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا، ثم إدخالها في حضانة تحتوي على نباتات محاطة في أوعية خاصة أنشأها موظفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» بالقرب من الغابة.
على الرغم من محاولات برايس وستانوورث التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فإنهما لم يتمكنا من ذلك. لكنهما اكتشفا مئات أكوام الطين الصغيرة التي تركتها الصراصير الصغيرة بالقرب من مكان إقامتهما. ففكروا في نصب شِباك على المنطقة قبل ظهور الصراصير في العام المقبل لالتقاط ما يكفي منها. لكن الشِّباك تعرضت للتلف خلال الشتاء، ولم يكن بالإمكان تحمل تكاليف رحلة إضافية إلى سلوفينيا.
حينها عرضت كريستينا أن تتولى مهمة نصب الشِّباك في الربيع وتثبيتها، كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي نشاط. قال برايس: «نحن ممتنون لها ولعائلتها. كان المشروع سيكون مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فسنتمكن من إعادة أحد الأنواع الفريدة إلى بريطانيا، وهو الصرصار الذي يعتبر رمزاً لغابة «نيو فورست»، مما سيسعد السكان والزوار إلى الأبد».
يأمل الفريق في جمع شحنة من الصراصير الحية، حيث سيضعون البيض على النباتات في الأوعية، ثم يحفر الصغار في التربة. بعد ذلك، ستُزرع النباتات والتربة في أماكن سرية داخل غابة «نيو فورست»، حيث سيتم مراقبتها على أمل أن ينجح الجيل الجديد في الظهور. ستستغرق العملية ست سنوات للتأكد مما إذا كان هذا الجيل من الصراصير سيعيش تحت الأرض ويكمل دورة حياته ليعيد إحياء هذا النوع في بريطانيا.