صراحة نيوز – الدكتور أحمد العطيوي يكتب…
شهدت المؤسسات الرياضية والشبابية في الأردن خلال السنوات الأربع الماضية تراجعًا ملحوظًا في أدائها، نتيجة لسياسات اتسمت بالتركيز على الزيارات الميدانية لأغراض إعلامية دون تحقيق تقدم فعلي على أرض الواقع. وقد أدى هذا النهج إلى ترهل هذه المؤسسات، مما شكل تحديًا كبيرًا للوزير الحالي، الذي يسعى جاهدًا لإعادة هيكلة القطاع وتحسين أدائه.
لقد اعتمد بعض المسؤولين السابقين بشكل كبير على الظهور الإعلامي من خلال زيارات ميدانية متكررة، دون أن تُترجم هذه الزيارات إلى خطط عمل حقيقية أو مشاريع تطويرية ملموسة. هذا الأسلوب لم يخدع الشباب فحسب، بل أثر أيضًا بشكل سلبي على ثقة الشباب والرياضيين في قدرة الوزارة على تلبية احتياجاتهم وتطوير القطاع.
علاوة على ذلك، يُلاحظ أن بعض المسؤولين السابقين بقوا في مناصبهم لمدة تصل إلى أربع سنوات، مما منحهم حصانة من المساءلة والمحاسبة على أدائهم. وقد ساهم هذا القرب من دوائر صنع القرار في استمرار السياسات غير الفعّالة، وأدى إلى تفاقم مشكلات القطاع الرياضي والشبابي.
اليوم، يواجه الوزير الحالي تحديات جسيمة نتيجة لهذا الإرث الثقيل من الإهمال والترهل. ومع ذلك، أبدى التزامًا واضحًا بترجمة التوجيهات الملكية إلى خطط عمل حقيقية، مؤكدًا أن أولوية عمل الوزارة هي النهوض بالشباب وتسخير طاقاتهم في البناء والتطوير، وتعزيز دور المراكز الشبابية والريادية.
من الضروري أن تتبنى الوزارة الحالية نهجًا شفافًا مع محاسبة حقيقية، والتركيز على تنفيذ مشاريع تطويرية ملموسة تلبي احتياجات الشباب والرياضيين. كما يجب تعزيز الرقابة على أداء المسؤولين، وضمان عدم تكرار كثرة الزيارات الميدانية دون تحقيق نتائج فعلية.
إن إصلاح المؤسسات الرياضية والشبابية يتطلب جهودًا مشتركة من جميع الأطراف المعنية، مع التركيز على العمل الجاد والمستمر لتحقيق الأهداف المرجوة، واستعادة ثقة الشباب في قدرة الوزارة على تحقيق تطلعاتهم.
وكما يقول المثل: “اللي يجرب المجرَّب عقله مخرب.”