صراحة نيوز – اعتبرت البطاطس من أكثر المحاصيل انتشارًا وأهمية حول العالم، لكنها تحمل تاريخًا غنيًا وغير تقليدي، يجمع بين كونها غذاءً رئيسيًا وموضوعًا مثيرًا للتجارب الطبية والعسكرية.
رحلة البطاطس عبر التاريخ
•منشأ البطاطس:
الموطن الأصلي للبطاطس هو بوليفيا، حيث بدأ شعب الإنكا زراعتها حوالي 8000 قبل الميلاد. كانت البطاطس البرية في البداية سامة، لكنها أصبحت جزءًا أساسيًا من غذاء هذا الشعب بعد تطوير طرق لتقليل سمومها، مثل غمسها في الطين.
•الانتقال إلى أوروبا:
تشير الروايات إلى أن الإسبان كانوا أول من جلب البطاطس من أمريكا الجنوبية إلى أوروبا، تحديدًا في منتصف القرن السادس عشر. هناك روايات أخرى تربط إدخال البطاطس إلى بريطانيا بالمستكشف توماس هيريوت أو شاعر البلاط والتر رالي.
فوائد واستخدامات البطاطس
•في الغذاء:
أصبحت البطاطس غذاءً رئيسيًا في أوروبا، خاصة في إيرلندا، حيث ساهمت في توفير الغذاء للعائلات الفقيرة. على الرغم من ذلك، تسببت الآفات التي أصابت المحاصيل في منتصف القرن التاسع عشر في مجاعة شديدة أودت بحياة الملايين.
•في الطب:
في القرن السادس عشر، ادعى والتر رالي أن البطاطس تعالج أمراضًا مثل السل وداء الكلب، كما روّج لها كمحفز للرغبة الجنسية.
•في الزراعة:
تُعتبر البطاطس واحدة من أكثر المحاصيل إنتاجًا للطاقة الحرارية مقارنة بالذرة والحبوب، ولديها ميزة مقاومة الكوارث الزراعية لأنها تنمو تحت الأرض.
الاستخدامات غير التقليدية
•السلاح البيولوجي:
خلال مجاعة إيرلندا، فكرت السلطات العسكرية الأمريكية في تخزين البطاطس واستعمالها كسلاح بيولوجي، نظرًا لسهولة إصابتها بالآفات التي قد تدمر المحاصيل.
•مركز البطاطس الدولي:
في بيرو، يُحافظ مركز البطاطس الدولي على حوالي 5000 نوع مختلف من هذا النبات، مما يجعله رمزًا للتنوع البيولوجي والزراعي.
البطاطس اليوم
اليوم، تُعد البطاطس خامس أهم محصول في العالم بعد الأرز والقمح والذرة وقصب السكر. بفضل خصائصها الغذائية ومقاومتها للظروف الصعبة، أصبحت عاملًا رئيسيًا في مكافحة الجوع وسد الفجوات الغذائية حول العالم.
خلاصة:
البطاطس ليست مجرد غذاء عادي؛ إنها رمز للابتكار والتكيف في مواجهة التحديات الطبيعية والبشرية، ووسيلة أساسية لتحسين الأمن الغذائي عبر العصور.