صراحة نيوز – آلاء قطيشات
في الوقت الذي يعاني فيه الأردن من قضايا اقتصادية وسياسية جوهرية، جاء نقاش البرلمان حول صورة الوزير مع الفنانة نسرين طافش ليكشف أبعادًا جديدة من واقع العمل النيابي، ويثير التساؤل حول الأولويات الوطنية.
الجدل اشتعل بعد تكريم نسرين طافش في منتدى التواصل الاجتماعي الذي نظمته جهة من القطاع الخاص، حيث فازت بجائزة “المحتوى العربي الأكثر انتشارًا عبر الإنترنت”. التكريم قوبل بانتقادات لاذعة داخل البرلمان وخارجه، إذ اعتبره البعض إهمالًا للشباب الأردنيين وللمواهب المحلية التي تحتاج إلى دعم حقيقي.
هل الصورة أزمة وطن؟
النائب معتز أبو رمان أثار القضية خلال مناقشة بيان الثقة، معتبرًا أن الشباب الرياديين أحق بالظهور بجانب المسؤولين بدلاً من الفنانة نسرين. لكن السؤال الأهم هنا: هل هذه هي القضية التي تحتاج إلى مناقشة برلمانية؟ البرلمان، بوصفه ممثلًا للشعب، من المفترض أن يركز على معاناة المواطنين وقضاياهم الأساسية، مثل البطالة، والفقر، وتحسين الخدمات العامة. ومع ذلك، وجدنا أنفسنا في نقاش أقرب إلى تقييم للصور من معالجة للواقع.
حين تتراجع القضايا الكبرى:
يبدو أن إثارة هذا النوع من النقاشات يعكس محاولة لصرف الانتباه عن القضايا الجوهرية التي تحتاج إلى اهتمام فعلي.
من الأجدى أن يترك المسؤولون اختيار الشخصيات المكرمة للجهات المنظمة، والتركيز بدلًا من ذلك على السياسات التي تدعم الشباب والفن المحلي. تكريم نسرين طافش، بصفته حدثًا ثقافيًا، قد يكون أمرًا عابرًا، لكنه تحول إلى قضية تتصدر المشهد السياسي، متجاهلة جوهر المهرجان الذي نظم برعاية خاصة بعيدًا عن التدخل الحكومي
برلمان الصورة أم التغيير؟
إذا كانت الأولوية هي تحسين صورة الوطن، فالأجدر العمل على إصلاح الواقع الذي تعيشه البلاد بدلًا من التركيز على من يظهر في الصور الرسمية. الفن والإبداع الأردني بحاجة إلى دعم حقيقي ليعكس هوية الأردن الثقافية، بدلًا من التركيز على شخصيات من خارج السياق المحلي.
من يلتقط صورة الوطن؟
الأردن بحاجة إلى برلمان يناقش السياسات ويواجه التحديات، لا برلمان ينشغل بالصورة والكاميرا. إذا كان النواب يريدون صوراً “أكثر إشراقاً”، فعليهم أن يلتقطوا صورة وطن مستقر ومزدهر، بدلاً من الانشغال بلقطة إعلامية لا تقدم ولا تؤخر.
بالنهاية نحتاج اليوم إلى برلمان يضع الشعب على رأس أولوياته، يناقش القضايا الحقيقية بشفافية، ويترك الجدل الهامشي وراءه؛ لأن صورة الأردن الجميلة لن تصنعها جلسات التقاط الصور أو النقاشات السطحية، بل عمل جاد يعالج هموم الناس وينقل البلاد نحو مستقبل أفضل.