صراحة نيوز- د. عبدالمهدي القطامين
شيئا فشيئا تلملم حكومة الدكتور جعفر حسان بعض شوائب الحكومات السابقة وتضبها بحزم افتقدناه كثيرا في حكومات سابقة فالرجل القادم من مكتب الملك يدرك ان التضليل الذي مارسته حكومات عدة في السابق بقولها ان التوجيه في اي قرار ياتي من فوق لم يعد مجد وانه يعرف بحكم عمله السابق ن الفوق بريء كليا من اي تقصير حكومي بدت ملامحه في العديد من مفاصل الدولة في الحكومات التي افتقدت الى ولايتها العامة على صنع القرر الوطني بحجج واهية لعل بعضها يعود الى التكوين الشخصي الرئيس والى اعضاء حكومته فقد كنا نرى ونسمع في السابق ان الوزير الفلاني مفروض على الرئيس وان الشخص الفلاني ارتباطه فوق وثمة الكثير من الحكايات التي نسجت عن الفوق الذي يبدو انه غير مقنع عند الرئيس الحالي لانه يعرف ان الحكومة حين تكلف ينتهي ارتباطها بفوق وعليها ان تعمل بدءا من الرئيس والى تحت اي الى كل المستويات التنفيذية وان كتاب التكليف الذي يرسم ملامح الخطوط العريضة لكل حكومة مسؤولية تنفيذه وفقا لاولويات تحددها الحكومة وليس اي شخص اخر.
انا لم التق رئيس الحكومة في السابق ولا اعرفه ولا يعرفني اللهم الا من بعض القراءات الصحفية هنا او هناك واذكر ان احدهم ارسل لي ذات يوم مشاركة الرئيس حسان لمقالة لي عبر تويتر علما انني لست ممن دخلوا عالم تويتر بعد ولا ارغب في دخوله كانت المقالة تتحدث عن كتاب الاقتصاد السياسي الذي الفه الدكتور حسان قبل ان يشكل حكومته وكان ذلك في عام 2020 بعد قراءتي ذلك الكتاب كتبت بوست عبر فيس بوك قلت فيه ان الرئيس القادم للحكومة هو الدكتور جعفر حسان ولم تكن تلك نبؤة على غرار نبوءات ليلى عبداللطيف بل من تشخيص واقعي لعقل الرجل ومقدار الذكاء الاستراتيجي الذي ابداه في كتابه ذاك .
جعفر حسان مع حفظ اللقب قادم وهو يعرف ما يريد واول خيوط المعرفة تلك انه يدرك ان العلاقة ما بين الناس والحكومات باتت باردة الى حد بعيد اشبه بصقيع الاسكا في ليالي التشارين وان الفجوة بين ما يفكر فيه الناس وبين الحكومات وما تفكر فيه اتسعت الى حد ان الثقة باتت معدومة او انها وصت الى ذلك الخيط الرفيع الذي شد حتى اخره ولم يبق له سوى الانقطاع وهو يدرك ايضا ان ثمة معيشة صعبة للناس باتت تلوح هنا وهناك وان الجهاز الحكومي بات مترهلا الى حد عجزه عن تلبية خدمات الناس ومطالبهم مدفوعا بنقص السيولة المالية التي اصبحت شحيحة بفعل تقلص المساعدات وندرتها والتي كانت تنقذ الموازنة في عهود سابقة ثم انه يدرك ان الادارة العامة التي كان يضرب بها المثل على المستوى العربي والاقليمي اصبحت عبئا بعد ان تسيدها اناس كفاءاتهم جيدة لكنهم لا يحبون العمل ولا يعملون متكئين على قناعة ان في السكون سلامة وغير مدركين انه مفسدة كبيرة لان الماء حتى الماء اذا ركد اسن .
الدكتور جعفر حسان بالتاكيد سينبش اوكار الادارة التي فسدت وله اكثر من تصريح يصب في هذا الاتجاه ولم يعد من دخل بيت ابو سيفان آمنا في حكومة حسان وانما العمل وحده هو من يتسيد المشهد وبالتاكيد هذا يحتاج من الرئيس الى لحظة فاصلة متعمقة في موضوع النخب الوطنية التي حيدت طويلا عن العمل العام بفعل تقديم المصلحة الفردية على المصلحة الوطنية خاصة وان الوطن يزخر بالكفاءات الوطنية المبدعة في كافة المجالات لكنها ظلت محاصرة بفعل سياسة البعيد عن العين بعيد عن القلب وتداخل المصالح وتعدد المرجعيات وتقاسم النفوذ والمكتسبات وهي سياسة سادت كثيرا الكثير من الحكومات السابقة .
ادرك شخصيا ان امام الرجل مهام صعبة معقدة تحتاج الى اناة في التفكيك بعيدا عن ضجيج الاثارة وضجيج الصحافة ايضا وسيواجه حتما لوبيات متنفذة كانت ترى في الوطن مرتعا خاصا وملعبا لها بعيدا عن سياسة المحاسبة التي افتقدتها اجهزة الدولة كثيرا في الفترة السابقة واصبح السائد ان يأتي الوزير او المدير العام او ي صانع قرار ويذهب دون ان تعرف حتى الحكومة نفسها لماذا جاء ولماذا ذهب وماذا حقق وما انجز واظن بل اجزم ان هذا لن يكون في سياسة الرئيس حسان الذي ينوي فعلا اتباع سياسة المكافاة والمحاسبة وفقا لقواعد الانجاز وتحقيق المنجزات بعيدا عن الارضاءات التي قصمت ظهر البعير وظهر الادارة العامة معا .
وننتظر ونرى
احصل على Outlook for Android