صراحة نيوز- منقول من صفحة حسان المجالي
لم تكن مفاجأة تصريحات السيد سمير الرفاعي الذي ترأس لجنة التحديث السياسي حول واقع الأحزاب الذي تبلور بالفشل بعد إجراء الانتخابات النيابية ،، فهذه الحقائق التي تحدث عنها بصراحة ووضوح حول واقعها وممارساتها كان يعيها معظم الأردنيين ، ولم يكن السبب كما كان يروج بأن الإحجام عن الانتساب لتلك الأحزاب هو نتيجة التجربة التاريخية القديمة أو التخوف من الأحزاب على أساس أنه إرث سلبي قديم جعلهم ينظرون إلى الأحزاب بتوجس وخوف لما سيكون لها من تأثير على مستقبل الشخص سواء المهني والوظيفي أو حتى السياسي ..!!!
الأحزاب السياسية في الأردن وبكل أشكالها وألوانها إذا صح التعبير تعاملت من خلال برامجها الهشة غير الواقعية مع المواطن الأردني على أساس أنه إما شخص ساذج يصدّق الوعود البراقة نتيجة الضغوطات الاقتصادية التي أوصلته لحالة الإفلاس ، أو أنه شخص تسيطر عليه العاطفة الدينية خاصة بعد تهيج الخطاب السياسي الديني نتيجة أحداث غزة ، وفي كلا الأمرين لم تستطيع تلك الأحزاب تحقيق أي من أهدافها وكان تركيزها على (الأنا) وتوزيع المغانم على فئة قليلة تعتقد أنها قادرة على إنجاز مصالح المجتمع وفي الواقع الحقيقي هي عاجزة حتى على أن تنهض بنفسها …!!!
أنآ لا أهاجم تلك الأحزاب للتشفي أو للتقليل من قيمة الأشخاص المنتسبين إليها ، ولكن كنت ولا زلت أتمنى عليها أن تصعد السلّم خطوة خطوة ، وأن تؤسس لعمل حزبي يكون بالفعل له تأثير إيجابي يعود على الوطن وأهله بالخير ، ولكن التجارب تثبت دائماً بأن الأشخاص الذين ينظرون لمصالحم الخاصة لن يكونوا ابداً قادرين على تحقيق مستقبل أو مصلحة عامة ، وهو ما ثبت للأسف الشديد في تجربة تلك الأحزاب التي اختارت لها أسماء لا تعبرّ عن مكنونها …!!
وحفظ الله الأردن وأهله وقيادته بكل خير .