“الذكاء الاصطناعي” يتفوق على الأطباء في تشخيص سرطان المبيض

3 د للقراءة
3 د للقراءة
"الذكاء الاصطناعي" يتفوق على الأطباء في تشخيص سرطان المبيض

صراحة نيوز- أظهرت دراسة جديدة قادها باحثون من معهد “كارولينسكا” السويدي أن النماذج المعتمدة على الذكاء الاصطناعي قد تتفوق على الخبراء البشريين في تشخيص سرطان المبيض باستخدام صور الأشعة فوق الصوتية.

الدراسة، التي نُشرت في دورية “نيتشر ميديسن” (Nature Medicine)، تقدم نتائج واعدة في مجال التشخيص الطبي عبر الذكاء الاصطناعي. وقالت إليزابيث إبستين، المؤلفة الأولى للدراسة وأستاذة في العلوم السريرية بمعهد كارولينسكا، إن الأورام المبيضية شائعة وغالبًا ما يتم اكتشافها بالصدفة. وأضافت أن هناك نقصًا في الخبراء المتخصصين في الأشعة فوق الصوتية في العديد من مناطق العالم، مما يسبب تأخيرات في التشخيص أو يؤدي إلى تدخلات غير ضرورية.

وأوضحت إبستين أن الدراسة تهدف إلى اختبار ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكمل جهود الخبراء في هذا المجال.

طور الباحثون نماذج شبكات عصبية قادرة على التمييز بين الأورام الحميدة والخبيثة في المبايض، بعد تدريبها واختبارها على أكثر من 17 ألف صورة أشعة فوق صوتية مأخوذة من 3652 مريضة في 20 مستشفى حول العالم. تمت مقارنة أداء هذه النماذج مع مجموعة من الخبراء وفاحصي الأشعة فوق الصوتية الأقل خبرة.

وأظهرت النتائج أن الذكاء الاصطناعي تفوق على الخبراء في تشخيص سرطان المبيض، حيث وصلت دقته إلى 86.3% مقارنة بـ 82.6% للخبراء و77.7% لغير الخبراء. وهذا يشير إلى أن نماذج الشبكة العصبية قد توفر دعمًا قيّمًا في تشخيص سرطان المبيض، خاصة في الأماكن التي تعاني من نقص في الخبراء وفي الحالات الصعبة.

كما أظهر الذكاء الاصطناعي قدرته على تقليل الحاجة إلى تحويل المرضى إلى الخبراء. في سيناريو محاكاة لتحديد الحالات، أدى الدعم الذكاء الاصطناعي إلى تقليل عدد التحويلات بنسبة 63% وتقليل التشخيص الخاطئ بنسبة 18%، مما قد يساهم في تقديم رعاية أسرع وأكثر كفاءة من حيث التكلفة.

رغم هذه النتائج الواعدة، أكد الباحثون على أهمية إجراء مزيد من الدراسات لفهم الإمكانيات والقيود السريرية لنماذج الشبكة العصبية. وقال فيليب كريستيانسن، المؤلف المشارك في الدراسة وطالب الدكتوراه في مجموعة إبستين، إن الذكاء الاصطناعي قد يصبح جزءًا أساسيًا من الرعاية الصحية المستقبلية، مما يخفف العبء عن الخبراء ويعزز الموارد في المستشفيات، بشرط أن يتم التأكد من قابليته للتكيف مع بيئات سريرية متنوعة.

وفي تطور آخر، نجح فريق من الباحثين في تدريب نموذج ذكاء اصطناعي لإجراء عمليات جراحية باستخدام أذرع روبوتية تحت إشراف جراحين بشر. حاليًا، يتم إجراء دراسات سريرية لتقييم الأمان والفعالية العملية لهذه الأداة، مع خطط لإجراء دراسات عشوائية متعددة المراكز لدراسة تأثير الذكاء الاصطناعي على إدارة المرضى وتكاليف الرعاية الصحية في المستقبل.

Share This Article