صراحة نيوز ـ تعد شخصية السندباد واحدة من أشهر الأساطير التي ارتبطت بالثقافة العربية، خاصة عبر كتاب “ألف ليلة وليلة”، حيث تمثل شخصية السندباد مغامرًا عربيًا طاف العالم، شاهد العديد من الغرائب والعجائب، وواجه تحديات غير مسبوقة. ورغم أن السندباد أصبح أيقونة في الأدب العربي، فإن تتبع المصادر التاريخية يكشف أن أصله يعود إلى الحكمة الهندية.
في البداية، كان السندباد شخصية هندية حكيمة، وله كتاب معروف ترجم إلى الفارسية لاحقًا. ولا علاقة للثقافة الهندية أو الفارسية بشخصية السندباد الرحالة التي اشتهرت في الأدب العربي. ومن أقدم النصوص العربية التي تحدثت عن السندباد ما ورد في كتاب “الفهرست” لابن النديم، حيث يذكر أن السندباد كان جزءًا من مجموعة من القصص التي تم تبنيها من قبل العرب، مثل كتاب “هزار أفسان” الذي يعني “ألف خرافة”، والذي كان مصدرًا للكثير من القصص الشعبية.
ويذكر المسعودي في كتابه “مروج الذهب” أن السندباد كان في مملكة الهند وكتب العديد من المؤلفات، مثل “كتاب الوزراء السبعة” و”المعلم والغلام وامرأة الملك”. وفي الأدب الفارسي، ظهر كتاب “السندباد نامه” الذي يعيد سرد قصص السندباد.
أما في “ألف ليلة وليلة”، فقد تم إضافة مجموعة من القصص عن السندباد، لتكتمل بذلك الليالي الألف، حيث تعتبر قصة السندباد من أبرز القصص في هذا الكتاب، مما عزز من مكانته في الثقافة العربية.
توجد أيضًا العديد من المواقع التي تحمل اسم “السندباد”، مثل برج السندباد في البصرة، الذي يقال إنه كان منزل واصل بن عطاء، أحد علماء المعتزلة. كما يذكر الرحالة البريطاني عبد الله وليمسون في كتابه “الهارب إلى الله” أنه شاهد بيتًا قديمًا في البصرة يعتقد أنه كان منزل السندباد.
علاوة على ذلك، ظهرت العديد من الأعمال الكرتونية التي تناولت مغامرات السندباد، مثل المسلسل الياباني “مغامرات سندباد” الذي عرض في السبعينات، وفيلم “سندباد: أسطورة البحار السبع” الذي تم إنتاجه في 2003.
ورغم أن شخصية السندباد تعود إلى الحكمة الهندية في الأصل، إلا أن تأثيرها الفعلي في الثقافة العربية والعالمية جعلها من أبرز رموز الأدب المغامراتي، الذي يتنقل بين الثقافات ويخاطب الخيال البشري عبر العصور.