صراحة نيوز ـ بدأ عرض مسلسل الرسوم المتحركة “بيل وسيباستيان” في اليابان وإيطاليا وفرنسا عام 1981، قبل أن ينتشر في بريطانيا بعد ثلاث سنوات. المسلسل الذي يروي قصة الطفل “سيباستيان” والكلب “بيل” أصبح واحداً من أشهر المسلسلات في العالم، وتم ترجمته إلى العديد من اللغات بما في ذلك العربية.
يقدم المسلسل دروساً قيمة في الوفاء والإيثار، حيث يواجه “سيباستيان” و”بيل” العديد من التحديات والمغامرات في سبيل مساعدة الآخرين، حتى وإن كان الآخر في بعض الأحيان خصماً يحاول إيذاءهم. تتسم القصة بالتركيز على القيم الإنسانية مثل الصدق، الإخلاص، والإصرار على تحقيق الخير رغم الظروف الصعبة.
تدور أحداث القصة في قرية جنوب فرنسا، تحديداً في جبال البرانس، حيث تبدأ مع مطاردة مخيفة لكلب أبيض كان قد تلقى تدريباً على إنقاذ الناس. يعتقد سكان القرية أنه كلب شرير، لكن “سيباستيان”، الذي كان يتيم الأب وأمه غائبة، ينقذه ويصادق الكلب. يتشارك الصديقان رحلة طويلة عبر جبال البرانس في بحث عن والدة “سيباستيان” وفي الوقت نفسه محاولة إنقاذ “بيل” من الصيادين الذين يسعون للإمساك به.
الرحلة تجمع بين “سيباستيان” والكلب “بيل” وأحياناً الجرو الصغير “بوتشي”، وتستعرض دروساً في التضحية والإيثار والتفريق بين الخير والشر في الحياة. وقد أضافت هذه المغامرة جزءاً من الذاكرة الجماعية لشباب الثمانينيات والتسعينيات في العالم العربي، حيث كانت مسلسلات الكرتون مثل “بيل وسيباستيان” تُعد قدوة للأجيال الجديدة في الأخلاق والتمسك بالقيم الإنسانية.
لكن القصة الحقيقية التي ألهمت هذا المسلسل تعود إلى جبال الأطلس المغربية في خمسينيات القرن الماضي. فقد نشأت العلاقة بين الممثلة الفرنسية “سوسيل أوبري” وابن الباشا الكلاوي، أحد أقوى القادة المحليين في المغرب خلال فترة الحماية الفرنسية. وكانت تلك العلاقة الإنسانية هي الأساس الذي بُنيت عليه أول نسخة من قصة “بيل وسيباستيان”، حيث تم تحويلها إلى عمل تلفزيوني في الستينيات قبل أن تتحول إلى مسلسل رسوم متحركة.
بهذا، أصبحت “بيل وسيباستيان” أكثر من مجرد مسلسل كرتوني، بل قصة إنسانية تروي دروس الوفاء والصداقة التي تركت أثراً في العديد من الأجيال حول العالم.