عاجل| حادث مروري يكشف فشل البلدية بـ “المثلث الذهبي” .. فيديو وصور

6 د للقراءة
6 د للقراءة
عاجل| حادث مروري يكشف فشل البلدية بـ "المثلث الذهبي" .. فيديو وصور

صراحة نيوز- هبة عبدالهادي 

  • حادث مروري يكشف فشل البلدية بـ “المثلث الذهبي”
  • المثلث الذهبي” في خطر ..إهمال الطرق يهدد السياحة وحياة المواطنين
  • بلدية إيل : “نحن لا نتنصل من المسؤولية كجهة معنية، وسنواصل العمل لضمان سلامة المواطنين

نقول دائماً إن “الإنسان أغلى ما نملك”، لكن هذا المفهوم يبدو غائباً عن بعض البلديات التي تتجاهل أبسط وسائل الأمان في الطرق. الاستهانة بحياة المواطنين واضحة، حيث لا يبدو أن هناك إدراكاً لخطر إهمال توفير الإضاءة أو إشارات التحذير. غياب هذه الوسائل يجعل الطريق أشبه بحشوات الأسنان؛ ربما تكمل، لكنها ستسقط حتماً في أقرب وقت لتسبب كارثة.

وقع حادث مروري مؤسف يوم الجمعة ، الموافق 3/1/2025, على طريق معان، حيث تعرض ناشط سياحي فضل عدم ذكر اسمه لحادث أثناء قيادة سيارته في شارع إيل. كان الناشط في طريقه لتوثيق المعالم الجمالية في الأردن كجزء من نشاطه السياحي، ولم يكن يتوقع أن تتحول رحلته إلى حادث مروري مفاجئ.

حيث وقع الحادث في منطقة تعتبر من أبواب وادي موسى، الوجهة السياحية المعروفة، وطريقًا للبتراء مما كشف عن غياب وسائل التحذير والسلامة على الطريق وأظهر الخطر الكبير الذي يهدد حياة السائقين في هذه المنطقة.

وفقاً لرواية الناشط، كان يسير في شارع مستقيم باستخدام تطبيق “اللوكيشن”، وعندما اقترب من منطقة على الطريق الصحراوي، فوجئ بمنحدر حاد وتقاطع خطير لم يكن يعرفهما مسبقًا، حيث لم تكن هناك إشارات تحذيرية أو أضواء مرورية لتنبيه السائقين.

وقال: “عند وصولي إلى تلة مفاجئة، كان هناك تقاطع حاد دون أي إشارات تحذيرية. اضطررت إلى توجيه السيارة إلى اليسار لتفادي الخطر، ولكن على الجهة اليمنى كانت هناك عتبة مرتفعة. لولا أنني كنت ألتزم بالسرعة القانونية لما تمكنت من تجنب السقوط في الوادي العميق. كانت سرعتي أقل من 50 كم/الساعة، وهو ما ساعدني على تفادي الكارثة.”

وأشار إلى أن الوضع كان سيزداد سوءًا لو كانت هناك سيارة أخرى في الاتجاه المعاكس، حيث كان من الممكن أن يؤدي ذلك إلى تصادم مباشر. وأضاف: “لو قررت الهروب إلى الوادي، كان الخيار الوحيد للنجاة في تلك اللحظة.”

وأكد الناشط على أهمية الالتزام بسلامة القيادة قائلاً: “لحسن الحظ، لم يتعرض أحد للإصابة بفضل ارتداء حزام الأمان واتباع السرعة القانونية، إلا أن السيارة تعرضت لضرر كبير في الهيكل الأمامي.”

وفي تعليق على الحادث، أشار الناشط إلى أن غياب وسائل الأمان والتحذيرات اللازمة في هذا الطريق يعكس تجاهلاً لصحة وسلامة المواطنين. وقال: “الإنسان هو أغلى ما نملك، ولكن للأسف، تجاهل أهمية سلامة الطرق ووسائل التحذير يعرض حياة المواطنين للخطر المستمر.”

وطالب الجهات المعنية بتحمل مسؤولياتها بشكل أكبر، وتحسين البنية التحتية للطرق لضمان سلامة السائقين والمواطنين.

وفي الختام، وجه الناشط شكره لقوات الأمن العام على سرعة استجابتهم للحادث، مما ساهم في تقديم المساعدة السريعة والفعالة.

إن تكرار وقوع الحوادث المرورية نتيجة لإهمال بعض البلديات في تحسين البنية التحتية وتهيئة الطرق بشكل مناسب، يشكل تهديداً حقيقياً للقطاع السياحي في الأردن، وخاصة في مناطق حيوية مثل “المثلث الذهبي”.
فهذه المنطقة، التي تجمع بين معان والعقبة والبترا، تعد من أبرز الوجهات السياحية في المملكة، حيث تستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم. لكن غياب وسائل الأمان والسلامة على الطرق، من إشارات تحذيرية وإضاءة كافية، يعرض حياة السائقين والمواطنين للخطر، مما قد يؤدي إلى عزوف السياح عن زيارة هذه المواقع التاريخية والطبيعية الفريدة.


ومن جانبه علق مدير بلدية إيل المهندس محمد النعيمات لموقع “صراحة نيوز” قائلاً: “الطريق مجهز بالإشارات المرورية على بعد 70 متر على الأقل من منطقة العمل. لكن يبدو أن هذا المواطن كان يسلك الطريق لأول مرة، وهو طريق قد يكون غير واضح بالنسبة له. الطريق يشهد أعمالاً منذ حوالي ثلاثة أشهر، وهذه مدة قياسية بالنسبة لحجم الأشغال التي تتم عليه، ولم تقع أي حوادث خلال هذه الفترة.”

وأضاف النعيمات: “بعد تواصلكم مع مدير الأشغال المهندس محمود الزيادنة، قام بالكشف على المنطقة، ولم تكن هناك أي مشكلة تتعلق بالسلامة العامة على أرض الواقع.”

وأكد النعيمات: “نحن لا نتنصل من المسؤولية كجهة معنية، وسنواصل العمل لضمان سلامة المواطنين على الطرق.”

ورغم تأكيدات بلدية إيل على أن الإجراءات اللازمة قد تم اتخاذها، الا ان مراسل الصحفي ل” صراحة نيوز” قام بالكشف بنفسه على منطقة والتقاط بعض الصور والفيديوهات التي كادت ان تخلو بالكامل من الاشارات المرورية .

ومن جانبه، شكا أحد سكان المنطقة، ل” صراحة نيوز” الذي كان شاهدًا على المشهد، من غياب التنظيم في أعمال البناء التي تُنفذ في المنطقة، مؤكدًا أن الحال لم يتغير منذ خمسة أشهر. وقال المواطن إنه تقدم بعدة شكاوى للبلدية وتواصل مع رقم الطوارئ 911، لكن دون جدوى. وأضاف أن سكان المنطقة تضرروا بشكل كبير من الظروف الراهنة، مشيرًا إلى أن حادثًا وقع مساء أمس لثلاثة شبان كان من الممكن أن يودي بحياتهم.


يبقى السؤال: هل تكفي هذه الإجراءات لتفادي الحوادث أم أن هناك حاجة ماسة لمراجعة شاملة للشوارع وتوفير تحذيرات أوسع وأوضح على جميع الطرق؟

Share This Article