صراحة نيوز-بقلم/ د.عبدالمهدي القطامين
قوتان غاشمتان ستتحكمان في خريطة الشرق الاوسط في الاربع اعوام القادمة هما امريكا واسرائيل وفي ظل وجود اوروبا المريضة المشغولة باوجاعها وروسيا المشغولة بحربها مع اوكرانيا فان الصمت الدولي هو السائد ولا يمكن ايقاف محور الشر المتشكل من القوتين اعلاه الا بارادة الله اولا وارادة الشعوب ثانيا ولعل الاردن سيكون في وسط هذه المعركة شاء ام ابى والسؤال الجوهري هنا هل تصلح كل الاساليب القديمة التي اتبعتها الدولة في علاقتها مع الناس اجتماعات منتقاة مع اناس محددين وتوزيع الهتافين في ارجاء تواجد الجمهور لاثارة مشاعر آنية لا تصمد طويلا امام الواقع الذي بات مخوفا الى حد بعيد .
الدولة لا يحميها سوى ناسها فلا تحالفات تحميها ولا معاهدات خاصة مع عدو غدار مغرور متطرف والناس لا تحمي دولها ما لم يكن هناك علاقة وثيقة بين الشعب وقيادته وهذه العلاقة تبنى على مدار سنوات وليس على شكل فزعات مؤقتة لا تحمي وطنا ولا تحلب ضرعا .
من المؤكد ان قيادة الاردن الهاشمية ممثلة بجلالة الملك تعي كل ما يحيط بنا من مخاطر وهي قيادة تحظى باجماع الناس من شتى الاصول عليها باعتبارها صمام امان في وجه الانفلات لا سمح الله وتشكل حالة قيادية متفردة عبر تاريخ الوطن الحديث في الوسطية والاعتدال لكن ترجمة الحكم وادواته ما زالت دون الطموح لدى العامة الامر الذي يثير الاحتقان ويرفع وتيرة الشكوى التي هي في الاساس شكوى معيشية لا اكثر شكوى اقتصادية بعد ان تاهت خطط التنمية الاقتصادية المعمول بها عن رفع مستوى معيشة الناس ووصولهم الى تلبية احتياجاتهم الاساسية المأكل والملبس و التعليم والسكن وحرية التعبير التي ضيق عليها الخناق عبر فترات طويلة .
استجابة الدولة الاردنية لمطالب الناس هي اولى تمكين المجتمع والدولة وتحصينهما في وجه اي عدوان خارجي تلوح ملامحه هنا وهناك غربا وغربا في التحالف الظاهر بين اليمين المتطرف في اسرائيل والادارة المتعجرفة في امريكا ونواياه واضحة بينة لكل ذي عينين ومن يعتقد انهما صديقان فهو واهم ولا يقرأ حركة التاريخ بطريقة عقلانية حكيمة .
اذن ما هو المطلوب الان ؟
الجواب يعرفه الجميع على الدولة والقيادة ان تكاشف الشعب بالقادم وعليها ان تحسن ما استطاعت من حياة الناس وعليها ان ترعى مؤتمرا وطنيا لا يتغيب عنه احد موال او معارض وليدلي كل بدلوة فيما هو آت وكيف يمكن ان يواجه .
واعتقد ان عصر الوزراء المدللين الكيوت ليس وقته الان فيجب ان تشكل حكومة وطنية يدخلها اصحاب خبرة واسعة في الميدان العسكري والاستراتيجي يكونوا جنودا قبل ان يكونوا وزراء مرفهين ولا بأس ان يعاونهم خبراء ومختصين في كافة القطاعات تحت اي مسمى للوقوف جميعا في وجه الخطر القادم من الغرب .
الاوطان لا تبنى بالتمني ولا تصمد بالهتافات وقد رأينا ما صنعت تلك الهتافات التي انخرست عند اول مواجهة في الكثير من اقطار الامة التي واجهت التحدي الداخلي والخارجي معا .
نحن ننصح لان النصح واجب ولا نملك غير ذلك فأن اعجب نصحنا فلنا اجران وان لم يعجب فلنا اجر واحد ولكن حذار حذار …..ان الطوفان قادم.