صراحة نيوز – آلاء قطيشات
هل هي مجرد مصادفة؟ أم أن هناك أطرافًا خفية تقف وراء هذه الحملة الشرسة؟
في الآونة الأخيرة، تصاعدت موجة انتقادات غير مسبوقة تجاه محلل الخرائط الجوية أبو منير الورد، الذي اشتهر بدقة تحليلاته للطقس عبر منصاته المختلفة. هذه الانتقادات، التي تأخذ منحى التشكيك والتكذيب، تستدعي التساؤل: لماذا يُستهدف أبو منير بهذه الحملة رغم أن عمله لا يختلف جوهريًا عن أي محلل خرائط أو متنبئ جوي آخر؟
أبو منير الورد، كغيره من المتنبئين الجويين، يعتمد في تحليلاته على المعطيات المتوفرة والخرائط الجوية التي تقدمها نماذج الطقس العالمية مثل “جفس” و”النموذج الأوروبي”. هذه النماذج، التي تُحدّث بشكل دوري كل ست ساعات، تقدم بيانات تستند إلى الحوسبة المتقدمة وتحليل المعلومات المناخية من مختلف أنحاء العالم. وبناءً على هذه المعطيات، يقدم أبو منير توقعاته، التي قد تصيب أو تخطئ بطبيعة الحال، ولكنها مبنية على أسس علمية دقيقة.
إنجازات ملحوظة في التحليل الجوي:
رغم كل الانتقادات، لا يمكن تجاهل سجل أبو منير الورد في تقديم توقعات جوية دقيقة أثبتت صحتها مرارًا. على سبيل المثال، في مطلع هذا العام، حين أكدت الأرصاد الرسمية أنه لن يكون هناك منخفضات جوية حتى منتصف الشهر، خرج أبو منير بتوقع مخالف، وأطلق على المنخفض اسم “رحمة”. المفاجأة كانت أن المنخفض حدث بالفعل واستمر لثلاثة أيام، مؤكداً صحة تحليله.
وفي حادثة أخرى، عندما توقعت الأرصاد أن تتركز الأمطار على المناطق الشرقية والجنوبية في الخامس من الشهر، توقع أبو منير إلى أن الأمطار ستكون أكثر انتشارًا، وأشار إلى احتمال تساقط البرد في مناطق متعددة. وكما تنبأ، عمّت الأمطار مناطق واسعة، وشهدت البلاد تساقطًا للبرد في عدة مواقع.
النماذج العالمية وراء تحليلات أبو منير الورد:
يعتمد أبو منير الورد في تحليلاته على عدة نماذج جوية، أبرزها النموذج الأمريكي “جفس” الذي يعتبر من أكثر النماذج دقة على المستوى العالمي، بالإضافة إلى النماذج الأوروبية والكندية والألمانية والصينية. هذه النماذج تقدم توقعات جوية متطورة مبنية على بيانات دقيقة من جميع أنحاء العالم، ما يجعل التنبؤات الجوية معقدة ويترك هامشاً للخطأ.
من الأخطاء إلى التشويه: لماذا أبو منير الورد هو الهدف الوحيد؟
على الرغم من أن التنبؤات الجوية بطبيعتها قد تحتوي على نسبة من الخطأ، إلا أن أبو منير الورد لا يعتبر استثناء في هذا الصدد. قد شهدنا العديد من المحللين الجويين، ومن بينهم منصات معروفة مثل “طقس العرب” والأرصاد الجوية الرسمية، الذين قدموا تحليلات جوية ثبت خطؤها بشكلٍ فاضح. في بعض الأحيان كانت التوقعات بعيدة تمامًا عن الواقع، ومع ذلك، لم تُشن ضدهم حملات تشويه ممنهجة كما يحدث مع أبو منير الورد.
اللافت أن هذه الهجمة العنيفة تُوجه ضد أبو منير تحديدًا، رغم نجاحاته المتكررة في تحليلاته. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: لماذا يتم استهدافه بهذا الشكل القاسي؟ هل لأن تحليلاته أثبتت دقتها بينما تعثّر البعض الآخر؟ هل هناك جهات معينة تقف وراء هذه الحملة؟ من الواضح أن هناك من لا يتحمل نجاحاته، ويبدو أن الهجوم الممنهج الذي يتعرض له ليس مُجرد مصادفة، بل هو جزء من مخطط أوسع يستهدف تقويض مصداقيته، رغم أنه لا يختلف عن غيره من المحللين الذين أخطأوا في الكثير من الأحيان.
حملة التشكيك: من يقف وراءها؟
إذن، لماذا يُستهدف أبو منير بهذه الحملة من التشكيك؟ بعد متابعة دقيقة لهذا الموضوع، وجدنا أن الحملة ليست عفوية ولا عشوائية.
بل هناك أدلة تشير إلى أن هناك جهات تقف وراء هذه الهجمة الشرسة. فمن الملاحظ أن هناك العديد من الحسابات الوهمية التي تهاجم أبو منير الورد، وهو ما يعكس وجود “ذباب إلكتروني” قد يكون مولودًا من جهات معينة تسعى لتشويه سمعته.
التحليل الجوي علم قائم على الاحتمالات:
من المهم أن نتذكر أن التنبؤات الجوية ليست حقائق ثابتة. على الرغم من أن العلماء والمحللين الجويين يعتمدون على نماذج دقيقة ومتطورة، فإن التنبؤ بالطقس يتعامل مع احتمالات، ولذلك لا يمكن ضمان حدوث التوقعات بنسبة 100%. ومع ذلك، يعتبر الهجوم على أبو منير غير عادل، خاصة عندما نأخذ في الاعتبار أن التنبؤات الجوية لا تضمن دائمًا دقة كاملة، ولكنها تعتمد على تحليل البيانات المتوفرة.
من هو أبو منير الورد؟
جميل نُور يُعرف باسم أبو منير الورد، محلل خرائط جوية شهير، وقد أصبح معروفًا لدى العديد من المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة عبر حسابه الشهير على الفيسبوك “طقس العرب والشرق الأوسط محلل الخرائط أبو منير الورد”. هذا الحساب أصبح مرجعًا للكثيرين الذين يبحثون عن تحليلات دقيقة للطقس في منطقة الشرق الأوسط. يعتمد أبو منير على خبرته الواسعة في هذا المجال وعلى النماذج الجوية العالمية التي تتيح له تقديم توقعات جوية دقيقة.
أبو الورد، شاب أردني مغترب، يقدم توقعات جوية دقيقة دون أي تكاليف على الحكومة الأردنية، مستخدمًا هاتفه فقط وبدون رادارات. رغم عدم تلقيه دعمًا ماليًا أو إعلانيًا، نجح في توقع عاصفة “سوسن” الثلجية قبل ثلاث سنوات وفيضانات العقبة ومعان والبحر الميت، مما جعله مرجعًا موثوقًا في مجال التنبؤ الجوي.
لماذا الهجوم عليه؟ ولماذا الآن؟
إن الحملة التي يتعرض لها أبو منير الورد قد تكون مدفوعة من جهات ترغب في التشويش على عمله الناجح. فإذا نظرنا إلى حقيقة أنه قدم توقعات جوية دقيقة أثبتت صحتها في أكثر من مرة، نجد أن الهجوم عليه يبدو غير مبرر، بل وقد يكون جزءًا من حملة منظمة تستهدف تشويه سمعته من جهات ربما تسعى لإضعاف تأثيره بين المتابعين.
دعوة للإنصاف:
إن المبالغة في الانتقادات التي تواجه أبو منير الورد، وكأن التوقعات الجوية تُعامل وكأنها نصوص مقدسة لا تحتمل الخطأ، ليست إلا تجاهلاً لحقيقة العمل المناخي القائم على الاحتمالات. لذلك، فإن حملة التشكيك التي يتعرض لها تبدو غير منصفة، خصوصاً في ظل الإنجازات التي حققها في مجال التنبؤ الجوي.
نحن هنا لنقف إلى جانب أبو منير الورد، ليس فقط لدعمه كشخص، ولكن لتأكيد أهمية التحليل الجوي في حياتنا اليومية، وضرورة تقبل هامش الخطأ كجزء من العلم، خاصة في مجال معقد كالتنبؤ الجوي.
أبو منير، بفهمه العميق للخرائط الجوية واعتماده على نماذج علمية معترف بها عالميًا، قدم الكثير من التوقعات التي أثبتت دقتها. في عالم التنبؤات الجوية، حيث لا يمكن ضمان الصواب الكامل، يظل أبو منير واحدًا من الأسماء التي تستحق الاحترام والدعم.
دعونا ننظر إلى الصورة الأكبر، ونعترف بأن العلم دائمًا يترك مجالًا للخطأ، ولكن التجربة والخبرة تجعل المحلل الجوي الجيد قادرًا على تقليص هذا الهامش. أبو منير الورد هو أحد هؤلاء المحللين الذين نجحوا في ذلك، ومن الإنصاف أن نقف إلى جانبه.
ختاماً، يجب أن نتذكر أن التحليلات الجوية، كما هو الحال في أي مجال علمي آخر، معرضة للخطأ والصواب، وأن الانتقادات البناءة تكون دائماً أكثر نفعاً من الحملات السلبية التي تستهدف الأشخاص دون النظر إلى الحقائق.