إلى دولة الدكتور جعفر حسان

4 د للقراءة
4 د للقراءة
إلى دولة الدكتور جعفر حسان

صراحة نيوز- بقلم /  د . فاطمة العقاربة

أتوجه إليكم كمواطنة أردنية تحملها المسؤولية الوطنية وحب الوطن إلى مخاطبتكم في هذه الرسالة، مستندة إلى الثقة بقدرتكم على قيادة دفة المسؤولية في هذا الظرف الحساس. ندرك أن التكليف بحجم الوطن، وأن الطريق مليء بالصعوبات، وسط محاولات للعبث بالمزاج العام وزعزعة مسارنا الوطني. لذلك، أضع بين أيديكم جملة من القضايا التي تشغل بال الأردنيين وتعكس معاناتهم اليومية كشعب مخلص لوطنه وأرضه:

1. الأوضاع الاقتصادية وضغط الأسعار: إن القرارات المتعلقة بالرواتب التقاعدية، ورفع أسعار السلع والخدمات الأساسية، كمنتجات شركات الدخان والاتصالات والمياه، باتت تثقل كاهل المواطنين وتؤثر سلبًا على استقرارهم المعيشي. هذه السياسات تتطلب معالجة عاجلة ومتوازنة تراعي احتياجات المواطنين وتضمن استقرارهم دون الإخلال بمصالح الدولة.

إضافة إلى ذلك، هناك استغلال واضح من قبل قوى متنفذة وأصحاب رؤوس الأموال، الذين يعملون على رفع الأسعار بشكل ممنهج، مما يضع المواطن في مواجهة مباشرة مع الحكومة ويعمّق فجوة الثقة بين الطرفين. هذا النهج، المدفوع من قوى تيار الشد العكسي، يُستخدم أداة للضغط على الدولة وإظهارها كطرف عاجز أمام أزماتها الداخلية.

2. العدالة وتكافؤ الفرص وتنمية المحافظات: إن العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين جميع الأردنيين هما الأساس الذي يُبنى عليه استقرار المجتمع ونهضته. ومن هنا، نأمل أن تحظى جميع مناطق المملكة، بما فيها المدن والأرياف والبوادي، باهتمام خاص ضمن خطط التنمية الوطنية. فتوزيع المشاريع والخدمات بشكل عادل سيسهم في تقليص الفجوة التنموية، وتوفير فرص العمل، وتحسين مستويات المعيشة، مما يعزز شعور أبناء المناطق المهمشة بالانتماء والمشاركة الفاعلة في بناء الوطن.


3. خطاب الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي: أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مرتعًا لخطاب الكراهية والذم والقدح بحق كل من يدافع عن ثوابت جلالة الملك عبد الله الثاني؛ “كلا على القدس، كلا للوطن البديل، وكلا للتوطين”. هذه المنصات باتت تُستخدم لتعميق الفجوة بين مكونات الشعب الأردني، خصوصًا بين الأردنيين والفلسطينيين المقيمين في الأردن. لذا، نأمل إصدار بيان رسمي يوضح موقف الدولة إزاء هذه القضايا، ويضبط الخطاب الإعلامي والاجتماعي بما يضمن حماية النسيج الوطني.

إلى جانب ذلك، فإن ضعف المؤسسات الإعلامية والتعليمية في أداء دورها الوطني يمثل أحد الأسباب الرئيسية لهذه الفجوة. الإعلام يعاني من غياب خطاب وطني جامع يعزز الروح الوطنية ويحارب التطرف الفكري، فيما لا تزال المناهج التعليمية عاجزة عن غرس قيم الانتماء المشترك واحترام التنوع المجتمعي. إن تطوير هذه المؤسسات لتؤدي دورها بفاعلية بات أمرًا ملحًا لمواجهة هذه التحديات، وتوحيد الصفوف، وتعزيز وعي الأجيال القادمة.

4. تمكين الشباب الأردني الواعي: إن شباب الأردن يمتلكون وعيًا سياسيًا وكفاءة إدارية ومهارات عالية تجعلهم قادرين على رفد مؤسسات الدولة بدماء جديدة تسهم في تحسين الأداء، وتعزيز الحوكمة، وتقليل تأثير الفساد الذي ينخر في جسد المؤسسات. نحن بحاجة إلى تمكين هذه الطاقات الشابة وإشراكها في مواقع صنع القرار، لتكون جزءًا من مسيرة البناء والإصلاح.

5. تيار الشد العكسي وإعاقة المشاريع التنموية: لا يمكن تجاهل تأثير تيار الشد العكسي، الذي يعمل على تعطيل وإيقاف أي مشروع وطني تنموي يهدف إلى تحسين بنية الدولة ومؤسساتها. هذا التيار يعطل الجهود الوطنية ويزرع الشكوك حول كل مبادرة إصلاحية، مما يؤثر على قدرة الدولة في التقدم والتطوير. علينا التصدي لهذه المحاولات من خلال تعزيز الشفافية والتواصل مع المواطنين، لضمان دعمهم وتأييدهم للمشاريع التنموية.

ختامًا، أرجو أن تتقبلوا هذه الرسالة بروح المسؤولية التي عهدناها فيكم. نحن، كمواطنين، نتطلع إلى الحفاظ على تراب هذا الوطن العزيز، وتعزيز وحدته الوطنية، ودرء الفتن التي تهدد استقراره وأمنه.

وفقكم الله لما فيه خير الأردن وشعبه.

Share This Article