صراحة نيوز ـ في أوائل القرن العشرين، وبينما كان الفقر يعصف بالعديد من الأسر المصرية، برزت قصة مأساوية هزّت مصر بأكملها، وهي قصة “ريّا وسكينة”. كانتا اختين من صعيد مصر، انتقلتا إلى مدينة الإسكندرية بحثًا عن حياة أفضل، ولكن الأمور تطوّرت بشكل مأساوي، حيث تحوّلتا من ضحايا الفقر إلى قاتلتين متسلسلين.
قصة الجريمة بدأت مع اختفاء عدة نساء في حي اللبان في الإسكندرية. ومع تزايد البلاغات عن هذه الاختفاءات، لفتت أنظار رجال الشرطة الذين بدأوا في التحقيق. ما أثار الشكوك هو رائحة غريبة بدأت تنبعث من منزل ريا وسكينة، وكانت المرة الأولى التي تظهر فيها تلك الرائحة في الحي. وعندما بدأ الضباط في التفتيش، اكتشفوا مأساة مروعة: جثث النساء المدفونة في قبو المنزل. كان هذا الاكتشاف بداية النهاية لأسطورة الجريمة التي ارتكبتها ريا وسكينة.
في مايو 1921، صدر حكم بالإعدام ضد ريا وسكينة وزوجيهما وبعض المتعاونين في الجريمة. كان هذا الحكم هو الأول من نوعه في التاريخ المصري، حيث تم إعدام امرأتين في قضية فاجأت الجميع. لقد تركت الجريمة بصمة لا تمحى في الذاكرة المصرية، وأصبحت قصة ريا وسكينة جزءًا من التراث الشعبي الذي يتناقل عبر الأجيال.
اليوم، وبعد أكثر من مئة عام على وقوع الجريمة، لا يزال اسم “ريّا وسكينة” يثير الجدل. ومع مرور الزمن، ظلت القصة تتداول بين الأجيال، وأصبح المكان الذي شهد الجرائم مزارًا للزوار. ورغم مرور السنين، لا يزال التفاعل مع هذه القصة جزءًا من الثقافة الشعبية المصرية، مما يجعلها واحدة من أكثر الجرائم شهرة في تاريخ البلاد.