- موطن “للأسف منظر يغم البال والخاطر ،، show لم يكن موفقا
- ردود فعل غاضبة تكشف خيبة الأمل في اليوم الوظيفي
- فرص عمل لا تلبي أدنى درجات الحياة الكريمة
صراحة نيوز-هبة عبدالهادي
نفذت بلدية مادبا الكبرى يوماً وظيفياً بمناسبة عيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني، في محاولة لتوفير فرص عمل حقيقية لأبناء المحافظة. ولكن، ما وصفه المواطنون أنه كان يوم “شو إعلامي “واستعراض، بعيد كل البعد عن تحقيق أي فرصة واقعية للشباب الباحث عن عمل.
وفي تعبيراتهم المؤلمة ، وصف المواطنون هذا الحدث بأنه كان بمثابة تحطيم لطموحاتهم ورميها في هاوية اليأس.
أحدهم قال: “كان من المفترض أن يكون هذا اليوم نقطة تحول حقيقية، ولكنه تحول إلى مجرد عرض مبتذل يفتقر إلى المصداقية والنتائج الفعلية.”
وأكد العشرات أن هذا اليوم لم يكن سوى “مسرحية هزيلة” تروج لصورة مزيفة للواقع، دون أن تقدم أي حلول ملموسة يمكن أن تُحدث فارقًا حقيقيًا في حياة شباب مادبا.
الشباب الذين حضروا، وهم يحملون أملًا في العثور على فرصة عمل حقيقية، صُدموا بالفوضى التي عمت المكان. أحدهم ذكر: “وصلنا إلى قاعة الكرامة شرق المدينة، ووجدنا أن المكان ممتلئ بالعشرات ممن مثلنا، لكن لا فرص حقيقية تنتظرنا، كانت الأمور أشبه بالمشاركة في سباق غير عادل.” غياب التنظيم كان واضحًا من اللحظة الأولى، حيث لم تكن هناك آلية واضحة لتوزيع الشركات أو تحديد مواعيد تقديم الطلبات، ما أدى إلى تدافع عشوائي وفوضوي.
رغم الإعلان عن مشاركة عشرات الشركات، صُدم الحاضرون بعدم توافر فرص حقيقية تتناسب مع مؤهلاتهم. “الوظائف المعروضة كانت تقتصر على وظائف في مصانع لا تقدم أكثر من الحد الأدنى للأجور، وهذا بعيد عن احتياجاتنا الحقيقية”، قال أحد المتقدمين. وكان التعبير المشترك بينهم: “ما حدث لم يكن أكثر من استعراض إعلامي فارغ، وللأسف، تم خداعنا في عملية لا تضمن أية فرص حقيقية.”
المؤسف أكثر أن الواسطة والمحسوبية كانت سيدة المواقف. العديد من العروض كانت موجهة فقط لمن يملكون علاقات مع المسؤولين أو شركات معينة، مما كشف حجم الفجوة بين التصريحات والواقع. الشباب الذين حضروا لم يجدوا في النهاية إلا فرصة لمجرد التقاط صور إعلامية، ولم يكن هناك أي فرصة حقيقية للحصول على عمل.
تعليقات المواطنين على منشور بلدية مادبا عبر موقع فيسبوك أظهرت تباينًا كبيرًا بين ما كان يُفترض أن يكون يومًا وظيفيًا حقيقيًا وبين الواقع الذي عايشه الحضور. كانت ردود الفعل مليئة بالانتقادات والاتهامات بعدم التنظيم وانعدام المصداقية.
”Niluevr A shnenat”علقت قائلة:
“مُجرد “شُو” واستعراض على السوشال ميديا فقط لا غير!! لو فعلًا مش هدفكم الاستعراض كان خليتوا التقديم إلكتروني إذا بهمكم توظيف الشباب بدون واسطات ومحسوبيات. الفوضى اللي صارت، التدافع والتداخل والأزمة، أسوأ يوم وظيفي شفته لا نظام ولا تنظيم ولا إدارة ولا ترتيب!! مش عارفة كيف بتسموه يوم وظيفي! وشغل معظمه مصانع لا يعطي سوى الحدّ الأدنى للأجور! يعني تكذيب وضحك على هالشباب العاطلة!”
“ذيب غسان العربيد” علق أيضًا، قائلاً:
“اللي صار اليوم مُحزن جدًّا، جهود مشكورة على اللاشيء!!! ما بحكي غير الله يرحمنا برحمته… للأسف هذه مأساة ومش يوم وظيفي… الأعداد كبيرة وفرص العمل لا تلبي أدنى درجات الحياة الكريمة. اليوم الوظيفي كشف مدى الأزمة التي يعيشها شباب مادبا من ارتفاع نسب البطالة وعدم إيجاد حلول لها. شكراً لبلدية مادبا التي كشفت الواقع الذي نعيشه والآن الكرة في ملعب صانع القرار لإيجاد حلول عملية.”
د. محمد الهواوشة علق قائلاً:
“اليوم الوظيفي الذي نظّمته بلدية مادبا كشف عن فجوة كبيرة بين التوقعات والواقع؛ آلاف الباحثين عن عمل حضروا، والنتيجة كانت صدمة لكثيرين. المطلوب الآن حلول جذرية ومستدامة، وليس مبادرات دعائية بلا أثر حقيقي.”
“سماح” أيضًا علقت، مشيرة إلى ما اعتبرته “فشلًا” في تنظيم اليوم الوظيفي:
“أول شي مافي توظيف مجرد جوو عشان والله هيو الرواجيح عمل وسوا جمعتو 10 شركات عشان تلمو العالم وتصورو. قدمت شهاداتي (دبلوم سجلات طبية وطباعة عربي و ICDL وطباعة إنجليزي و إدخال بيانات)، شو أعطوني ورقة طلب نظافة لشركة مينا بالمطار! أكبر دليل على فشل المحافظة وفشل المسؤولين فيها. قالوا شو المناصير والفوسفات وأرونج وشركة تكرم، اللي بقبلوش حدا غير بواسطة قوية جايه توخد موظفين. جمعتو العالم عشان شو؟ كل هاد عشان تصورو وتعملو شُو؟ حسبي الله ونعم الوكيل. وطلعت عالبلدية سمعت إنه في توظيف في واحد ابن حلال حكالي لا تغلبي حكالك وتتأملي إذا ما معك واسطة عالفاضي.”
وعلق ايضا مالك الوخيان مستاء “للأسف منظر يغم البال والخاطر ،، show لم يكن موفقا ،، تطورت الناس وفي طريقه اسمها رابط وبريد واحنا ٢٠٢٥…”
هذه التعليقات تكشف عن حقيقة أن “اليوم الوظيفي” في مادبا لم يكن إلا مجرد استعراض إعلامي بعيد عن تقديم فرص حقيقية للشباب الباحث عن عمل، ما ألقى بظلال من الشك على مصداقية الفعالية ودورها في معالجة أزمة البطالة في المحافظة.
إلى متى سنبقى نضحك على أنفسنا؟ إلى متى سيظل الواسطة والمحسوبية سيدة المواقف في وطننا؟