صراحة نيوزـ محمد القرعان
خبير تكنولوجيا معلومات وتحول رقمي
الأردن، وبالرغم من محدودية إمكانياته، كان وما زال، بفضل المبادرات الملكية السامية، دولة رائدة يتفاعل مع كل جديد، مستندًا إلى قوة رأس ماله البشري، الركيزة الأساس للنهوض بالوطن في المجالات كافة، وهو ما يؤكد عليه دائمًا جلالة الملك عبد الله الثاني، حفظه الله، ويفاخر به العالم، أن المصدر الأكثر أهمية لقوة الأردن هو الموارد البشرية التي تتمتع بمهارات عالية، وأن الشباب الأردني في أعلى المستويات خبرةً وممارساتٍ وقدرةً على صناعة مستقبلهم.
التوجيه الملكي الأخير لرئيس الحكومة، الدكتور جعفر حسان، بتشكيل ورئاسة مجلس وطني لتكنولوجيا المستقبل، بمتابعة من سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، يأتي في سياق المبادرات الملكية لتوفير بيئة داعمة للإبداع والابتكار، نظرًا لأهمية قطاعات التكنولوجيا في توفير فرصٍ هائلة من الوظائف في مختلف القطاعات، ولجذب الاستثمارات الأجنبية. وهو أحد الجوانب التي تلقى اهتمامًا كبيرًا من قبل ولي العهد، سمو الأمير الحسين بن عبد الله، للأخذ بيد الشباب نحو خلق المزيد من الفرص الرائدة، لتنويع مصادر الدخل، مما من شأنه أن يجعل من الأردن نموذجًا إقليميًا في التحول التكنولوجي والتنمية المستدامة، وتعزيز مكانته كدولة متقدمة تكنولوجيًا، تتمتع باقتصاد ومجتمع رقمي مزدهر في ظل التنافسية العالمية بتبني واستخدام التكنولوجيا الحديثة.
الهدف من تشكيل المجلس، وفقًا لما جاء في الرسالة الملكية لرئيس الحكومة، هو وضع الأطر وتحديد الخطوات، ولرسم خريطة طريق واضحة المعالم مبنية على مؤشرات أداء قابلة للقياس لدعم المشاريع الحكومية، وبناء القدرات الرقمية والتكنولوجية المتقدمة لدى الكوادر البشرية في القطاعين العام والخاص، مما من شأنه تمكين الشباب من تنفيذ مشاريع نوعية ذات أثر، تواكب التطورات التكنولوجية المتسارعة، وتحاكي المتطلبات المستقبلية. فكانت إشارته الواضحة إلى أن الصناعات الرقمية والتكنولوجيا المتقدمة أصبحت جزءًا من منظومة تطور الاقتصاد والمجتمع، ولابد لنا من مواكبة هذا التطور والبناء على ما أنجزناه في السنوات الماضية.
من المُسلم به أن الأردن يواجه العديد من التحديات في القطاعات والمجالات المختلفة، فيما العديد من دول العالم تتسابق للاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة، وقد حققت العديد منها نجاحات أسهمت في خلق بيئات متعددة للعمل، زادت من فرص الإنتاج في القطاعات المختلفة. والأمثلة هنا عديدة في النقل، والمياه، والزراعة، والصناعة، والطاقة المتجددة، وحماية البيئة، وغيرها الكثير من المجالات. وبالتالي، يمكن لتكنولوجيا المستقبل أن تكون حلًا فعالًا من خلال تحسين تقنيات النقل، على سبيل المثال التقنيات المالية لتسهيل الحصول على التمويل، ومتطلبات زيادة الإنتاج الزراعي، والترويج السياحي، باعتبارهما أحد أهم عناصر النهوض بالاقتصاد الوطني. ناهيك عن أهمية ولوج هذا القطاع وتطويره للتعاون مع الدول والمنظمات الدولية من أجل تبادل المعرفة والخبرات وجلب الاستثمارات، مما من شأنه أن يسهم في تحسين نوعية الحياة للمواطنين بوجه عام، ونقطة انطلاق للشباب لصناعة مستقبلهم.
المبادرة الملكية السامية خطوة جديدة هدفها المضي قدمًا من أجل رفعة الوطن وازدهاره، وتكليف شيخ الشباب، سمو ولي العهد، بمتابعة أعمالها ونشاطاتها، بمثابة رسالة للشباب العنصر الرئيس والأساس لإنجاحها.