صراحة نيوزـ أغنية “أغداً ألقاك” تعتبر واحدة من أشهر وأجمل أغاني كوكب الشرق، أم كلثوم، ولكن خلف كلماتها الرائعة تكمن مأساة حزينة كتبها الشاعر السوداني الهادي آدم، الذي ألهمته قصة حب مؤلمة لتكون تلك الأغنية التي قدمتها أم كلثوم عام 1971 في مسرح دار الأوبرا المصرية.
الهادي آدم كان طالبًا في جامعة القاهرة، حيث التقى بشابة مصرية وأحبها بجنون. اتفقا على الزواج بعد التخرج، لكن الأمور لم تسر كما كان يأمل. عندما ذهب الشاب لخطبة الفتاة، رفض والدها طلبه بشكل قاطع، رغم محاولات الوساطة التي بذلتها شخصيات عديدة، إلا أن أمله في الارتباط بها ظل بعيد المنال.
عاد الشاب إلى وطنه السودان، حيث انغلق على نفسه وتوحد مع حزنه في ظل شجرة، يذرف دموعه على حب ضاع. فجأة جاءت البشائر، فقد وافق والد الفتاة أخيرًا على زواجها منه، فكان الشاب في قمة السعادة، لكنه لم يتمكن من الانتظار. كتب قصيدته الشهيرة “أغداً ألقاك”، التي عبر فيها عن شوقه الكبير وحبه العميق، مثلما تنبض الكلمات في قوله:
“يا خوف فؤادي من غدِ
يا لشوقي واحتراقي
في انتظار الموعد..
آه كم أخشى غدي هذا
وأرجوه اقترابا”
لكن، كانت المفاجأة المؤلمة أن الشاب لم يحيَ ليشهد الغد. ففي تلك الليلة، فارق الحياة قبل أن يرى حلمه يتحقق. توفي وهو ينتظر البشارة، وتوفي وهو في ذروة فرحه.
وعندما علمت أم كلثوم بقصة هذا الشاب السوداني المأساوية، أصرت على غناء هذه الكلمات، رغم علمها بما تحتويه من ألم وحزن. كانت الأغنية بمثابة تكريم لهذا الشاب الذي كتب كلماتها بدمه ودموعه، ونقلها للعالم عبر صوت أم كلثوم، لتظل ذكرى تلك المأساة حية في الأذهان.