أفلام هوليوود.. أداة أمريكا لتزييف التاريخ وتكريس العنصرية

2 د للقراءة
2 د للقراءة
أفلام هوليوود.. أداة أمريكا لتزييف التاريخ وتكريس العنصرية

صراحة نيوزـ لا تخلو أفلام هوليوود اليوم من محاولات تزييف التاريخ، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات العرقية داخل الولايات المتحدة. مثال ذلك، تحريف حقيقة معسكرات الاعتقال الجماعية للأمريكيين ذوي الأصول اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية، وتصويرها كفصول من الوحدة الوطنية السامية.

في فيلم “رجل العصابات الأمريكي” (2007)، يعيد المخرج ريدلي سكوت رسم ملامح فترة ذروة العنصرية تجاه السود بين عامي 1968-1971، وهي الفترة ذاتها التي شهدت الغزو الأمريكي لفيتنام. يصور الفيلم السود كأفراد عصابات وتجار مخدرات يغرقون أمريكا بسمومهم، فيما يظهر الرجل الأبيض (الممثل راسل كرو) كشرطي نزيه، أخلاقي، وأذكى من الجميع.

أما الهيروين، فوفقًا للفيلم، يأتي من فيتنام عبر صفقة بين جيش التحرير الفيتنامي وتاجر مخدرات أسود (الممثل دنزل واشنطن). بهذا، يحوّل الفيلم المقاومة الفيتنامية إلى شريك في نشر المخدرات، متجاهلًا سياق الحرب والاحتلال الأمريكي.

لا يكتفي الفيلم بذلك، بل يعمق الصورة النمطية للسود، من خلال تصوير شخصية فرانك لوكاس كبذّاخ غبي يبدد ثروته بطرق حمقاء، مقارنة بزعماء المافيا الإيطالية الذين يظهرون أكثر ذكاءً وحنكة.

أفلام أخرى مثل “المدمر جينيسس” (2015) والرجل النملة” (2015)تروج لصور نمطية عنصرية ضد السود والمكسيكيين. يظهر المخترع الأسود في “المدمر” كمسبب للشر العالمي، في حين تُقدَّم الشخصيات المكسيكية في “الرجل النملة” كحمقى ومثيرين للسخرية.

حتى الأفلام ذات الطابع البطولي مثل “كابتن أمريكا: المنتقم الأول” لا تخلو من العنصرية، حيث يتم تقديم شخصية شريرة ككوماندوز فرنسي، لكنه يُكشف لاحقًا على أنه عربي جزائري.

هذه العنصرية المبطّنة تعكس توجهًا في صناعة السينما الأمريكية، حيث يتم تمرير الصور النمطية والتزييف التاريخي عبر الأحداث السريعة والمؤثرات البصرية، ما يضلل وعي المشاهد ويزرع الحقائق الزائفة في اللاوعي.

جان بودريار وصف هذا النوع من الاصطناع بأنه خلق نسخة مصطنعة أكثر إقناعًا من الواقع، وهي وسيلة فعالة لتعزيز الصور النمطية. وكما قال جوبلز: “إذا ألححت على تقديم كذبة، أصبحت حقيقة”.

Share This Article