صراحة نيوزـ زكريا الزبيدي هو أحد القادة البارزين في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وعضو سابق في كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري للحركة. وُلد الزبيدي في مدينة جنين في الضفة الغربية عام 1976، وهو أحد أبرز الشخصيات الفلسطينية التي ارتبط اسمها بالنضال ضد الاحتلال الإسرائيلي. يعتبر الزبيدي من الوجوه القيادية التي لعبت دورًا محوريًا في الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005)، حيث قاد العديد من العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، وخصوصًا في منطقة جنين، التي كانت تعد مركزًا للنشاط العسكري في تلك الفترة.
برز اسم الزبيدي في تاريخ الكفاح الفلسطيني نتيجة لقيادته الميدانية في صفوف كتائب شهداء الأقصى، وهي الجناح العسكري لحركة فتح، حيث شارك في العديد من العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي. كان الزبيدي من أبرز القادة العسكريين في الانتفاضة الثانية، حيث اشتهر بتخطيطه وتنفيذه لعمليات مقاومة نوعية، بما في ذلك الهجمات على المواقع العسكرية الإسرائيلية. وكانت جنين، التي تعد مسقط رأسه، مسرحًا للعديد من المواجهات العنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال.
إلى جانب نشاطه العسكري، كان الزبيدي أيضًا ناشطًا ثقافيًا، حيث عمل على تعزيز الوعي الثقافي والمقاوم في مجتمعه. كان جزءًا من الجهود التي بذلت لتأسيس وإدارة “مسرح الحرية” في مدينة جنين، وهو مركز ثقافي يهدف إلى نشر الفن والفكر المقاوم، وفتح فضاءات للحوار الثقافي الذي يربط بين الأجيال الفلسطينية المختلفة. كان المسرح جزءًا من استراتيجية نشر الوعي الفلسطيني وتعزيز الهوية الوطنية، وكان الزبيدي يعتبر أن الثقافة هي أحد أشكال المقاومة التي تسهم في تعزيز الصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال.
واجه الزبيدي العديد من محاولات الاغتيال من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي كان يعتبره أحد أبرز المطلوبين. كما تعرض لعدة اعتقالات من قبل القوات الإسرائيلية، حيث قضى فترات طويلة في السجون والمعتقلات. كان الزبيدي يمثل رمزًا من رموز النضال الفلسطيني، وشكلت كل محاولة اغتيال أو اعتقال له نقطة تحول في مسار المقاومة الفلسطينية.
في عام 2021، وقع حدث بارز في حياة الزبيدي، حيث كان من بين الأسرى الذين تمكنوا من الهروب من سجن جلبوع الإسرائيلي في عملية هروب وصفت بأنها “أسطورية”. بالتعاون مع خمسة من رفاقه، تمكن الزبيدي من حفر نفق والفرار من السجن، مما أثار موجة من الفرح والتضامن في الأراضي الفلسطينية والعالم العربي. لكن الاحتلال الإسرائيلي تمكن من إعادة اعتقالهم بعد أيام من هروبهم، مما جعل الزبيدي يعود مجددًا إلى السجون الإسرائيلية.
على الرغم من الظروف الصعبة التي مر بها الزبيدي في السجون، إلا أنه استطاع أن يواصل دراسته الأكاديمية. ففي المعتقل، تمكن من إتمام فصوله الدراسية المتبقية من برنامج الماجستير، حيث أكمل دراسته في جامعة بيرزيت. في يوليو 2022، اجتاز الزبيدي مرحلة الماجستير بنجاح، حيث تم مناقشة رسالته في غيابه بعد أن كان معتقلًا. كانت هذه الخطوة بمثابة تحدٍّ إضافي له في مسيرة نضاله، حيث أظهر إصرارًا على التحصيل العلمي رغم الصعوبات.
يعد الزبيدي اليوم أحد أبرز الشخصيات الفلسطينية التي تمثل الصمود والمقاومة ضد الاحتلال. من خلال نضاله العسكري وثقافته المقاوِمة، أصبح رمزًا للمثابرة والإصرار على تحقيق الحرية. لا يزال الزبيدي يمثل دافعًا للأجيال الفلسطينية الجديدة في السعي نحو استعادة الحقوق الوطنية، وهو شخصية محورية في التاريخ الفلسطيني المعاصر.
تظل قصة الزبيدي، التي تضم محطات من النضال العسكري، والثقافي، والتعليم، تذكارًا حيويًا للأجيال القادمة حول التحديات التي واجهها الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال الإسرائيلي.