صراحة نيوزـ يُعتبر ابتكار شخصيتي “توم آند جيري” أحد أبرز الإبداعات في تاريخ صناعة الرسوم المتحركة، حيث يعود الفضل في ذلك إلى الأميركي ويليام هانا، منتج الرسوم المتحركة ورسام الأفلام الذي ينحدر من أصول إيرلندية، وزميله جوزيف باربيرا، المنتج والرسام الأميركي من أصل صقلي. تم ابتكار الشخصيتين لأول مرة لصالح شركة “مترو غولدوين ماير” الشهيرة في النصف الأول من القرن العشرين، وكانت الشركة جزءاً من صناعة هوليوود الكبرى.
تعتمد فكرة “توم آند جيري” على الصراع المستمر بين القط “توم” والفأر “جيري”، في مطاردة لا تنتهي داخل نفس المنزل. قدم هانا وباربيرا معاً 144 حلقة من كارتون “توم آند جيري” بين عامي 1940 و1957، حيث عملوا في استوديوهات الرسوم المتحركة التابعة لشركة “مترو غولدوين ماير”. وقد نال هذا الثنائي العديد من الجوائز، حيث فازا بـ7 جوائز أوسكار لأفضل موضوعات في الرسوم المتحركة القصيرة.
وفي عام 2000، صنفت مجلة “تايم” سلسلة “توم آند جيري” كأحد أعظم البرامج التلفزيونية للرسوم المتحركة في التاريخ، وجاءت السلسلة في المرتبة 66 ضمن قائمة مئة برنامج تلفزيوني واسع المشاهدة.
تعود الفكرة الأصلية لشخصيتي “توم” و”جيري” إلى صانع الرسوم المتحركة جون كار، الذي اقترح الشخصية في سياق منافسة لابتكار محتوى جديد. ثم بدأ الإنتاج تحت إشراف هانا وباربيرا، الذين أسسوا فيما بعد استوديوهاتهم الخاصة لإنتاج أفلام “توم آند جيري” لصالح شركة “مترو غولدوين ماير”.
مرّت السلسلة بالعديد من التحولات الشكلية والشخصية لكل من “توم” و”جيري”، إلا أن جوهر الموضوع الأساسي – الصراع الأبدي بين القط والفأر – بقي دون تغيير. وناقشت السلسلة العديد من الموضوعات عبر الحلقات المختلفة، وكان آخر فيلم صدر في أغسطس 1958 بعنوان “حاضنو الطفل”، وذلك بعد إغلاق استوديو الرسوم المتحركة التابع لشركة “مترو غولدوين ماير” في عام 1957.
في أعقاب ذلك، افتتح هانا وباربيرا استوديو خاصاً بهما، حيث استمرا في إنتاج أعمال أخرى بعيداً عن “توم آند جيري”. ولكن في عام 1960، وبعد توقف دام ثلاث سنوات، استُعيدت شخصية “توم آند جيري” بواسطة جين ديتش من شركة “ريمبراندت للأفلام”، وهو صانع أفلام متحركة من التشيك. على الرغم من أن ديتش أنتج 13 فيلماً، إلا أن هذه الحلقات لم تلقَ الترحيب الكبير من الجمهور، مما أدى إلى فسخ العقد بين الطرفين.
في عام 1963، أسس ديتش استوديوه الخاص، حيث أطلق 34 حلقة جديدة من “توم آند جيري”. وقد أجرى تغييرات على شخصية “توم” حيث جعل حاجبيه أكثر سمكاً، وعيناه أقل تعقيداً، بينما جعل “جيري” يبدو أكبر حجماً مع تغييرات في ملامحه.
في عام 1965، بدأت سلسلة “توم آند جيري” تعرض على شاشات التلفزيون، بعد أن خضعت لتعديلات احترافية وترجمت إلى العديد من اللغات. في اليابان، تم عرض السلسلة لأول مرة في عام 1964، ومن ثم انتشرت في دول كثيرة حول العالم مثل الهند وألمانيا وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وكازاخستان وباكستان وأمريكا اللاتينية.
ظلت “توم آند جيري” واحدة من أشهر وأحب الرسوم المتحركة على مر الأجيال، حيث استطاعت الحفاظ على مكانتها في قلوب الجماهير حول العالم بفضل الكوميديا الخالدة والحركة السريعة التي ميزت هذا العمل الفريد.
