التهجير القسري .. تداعيات ورؤية مختلفة

4 د للقراءة
4 د للقراءة
التهجير القسري .. تداعيات ورؤية مختلفة

صراحة نيوزـ حاتم الكسواني

لا ينفك الرئيس الأمريكي عن ترويج رؤيته للتهجير القصري للشعب الفلسطيني في غزة للأردن ومصر بتطرف ودون وعي أو أي حساب لحقوق الفلسطينيين وخياراتهم وحقيقة وقوعهم تحت نير الإحتلال الإسرائيلي الصهيوني الإحلالي العنصري الذي ما انفك يمارس عمليات الإبادة الشاملة ضدهم منذ 76 عاما ولا حتى لخيارات الشعبين الأردني والمصري .

وحيث أن الرئيس ترامب يروج أفكارا منفصلة عن الواقع وبتقصد عنصري يتبنى أهداف الجانب الإسرائيلي و يغض النظر عن حق الفلسطينيين بتقرير مصيرهم واستعادة حقوقهم المسلوبة المعترف بها من قبل هيئة الأمم المتحدة واغلبية دول العالم ، أو النظر لتداعيات ما يذهب إليه على أبناء المجتمع الفلسطيني والمجتمعين الأردني والمصري وباقي مجتمعات المنطقة العربية .

يعي الأردن قيادة وشعبا خطر تهجير فلسطينيي غزة وتاليا الضفة الغربية قريبة وبعيدة المدى على بنيته الإجتماعية والإقتصادية والديموغرافية وعلى أمنه وإستقراره التي من أجلها يرفض الأردنيون عملية التهجير الترامبية المتغطرسة.

ولا أعتقد بأن الفلسطينيين سيستسلمون لرغبات ترامب الذي يمثل إستقباله اليوم لمجرم الحرب نتنياهو المطلوب لمحكمة العدل الدولية سقوطا قيميا مدويا سيسجله عليه التاريخ ويلصقه بسيرته السياسية إلى الأبد

لن يستسلم الفلسطينيون لإدراكهم بأن إنفصالهم عن وطنهم سيضر بمستقبلهم الحياتي حيث لن يتم إستقبالهم في بلاد المهجر بالورود والرياحيين ولا سيتم إسكانهم في الفلل والقصور بل سيتم إسكانهم بملاذات لا تبتعد كثيرا عن كونها مخيمات مكتظة تختلف في بيئتها عن بيئتهم التي الفوها على مر الأيام ، فالذين ينامون على همس ووشوشة أمواج البحر ويستيقظون على هديرها ، والذين تلفح وجوههم نسمات رياحه لن يرضيهم أن ينتقلوا إلى معازل الصحاري وإطلالاتها المترامية القاحلة .

هم لن يتخلوا عن ذكرياتهم وعلاقاتهم الإجتماعية و لا عن ممتلكاتهم ومساكنهم وبساتينهم واماكنهم العزيزة ، ولن يتخلوا عن تطلعاتهم و احلامهم وامانيهم بأي حال من الأحوال .

ولن يرضى الفلسطينيون ان يتم التعامل معهم كمهجرين ومواطنين من الدرجة الثانية حتى ولو تم منحهم جنسيات الدول التي سيتم تهجيرهم إليها فلن يغير ذلك شيئا من إحساسهم بانهم ليسوا مواطنين كاملي المواطنة ، فالناس لا يغيرون اوطانهم باوطان بديلة حتى لو كانت جنان الخلد فكيف باولئك الذين قدموا كل هذه التضحيات .

أن هؤلاء الأبطال المقاومين الذين ستسقبلهم دول المهجر على هذه الصورة لن تستمر صورتهم الجميلة إلى الابد بل انها ستمحى يوما بعد يوم ، وستبدأ المجتمعات المضيفة ترى تداعيات ضغطهم على الخدمات ، ومنافستهم على فرص العمل ومعدلات الدخل ، وتغيير البنية الديموغرافية فيها … فكيف سيبقى الأردن للأردنيين بوجود مزيد من السكان من أصول فلسطينية …. كيف سنضمن زيادة في معدلات التنمية مع إزدياد عدد سكان المملكة .. كيف ستلبي الدولة حاجات اعداد السكان المتزايدة فيها من الغذاء والخدمات الصحية ووسائط النقل والمساكن والمرافق العامة … وكيف سنضمن الانسجام بين المهجرين الفلسطينيين وأبناء الوطن الأردني الذين سيرزحون تحت تداعيات ومشكلات عملية التهجير عندما يبدأون بالنظر إليهم عبئا إضافيا عليهم .

والحقيقة بأن أية مبالغ ستعطى للأردن مقابل قبوله لتهجير فلسطيني غزة والضفة الغربية إليه لن تحل تداعيات إعداد سكانه المتزايدة حيث سرعان ما تنفذ سريعا هذه الأموال ، ثم يتركه ترامب والعالم وحيدا مع مشكلاته .

أن كل ما يطرحه ترامب بكل إستعلاء، وعنجهية تمس مشاعر كل أبناء الأمتين العربية والإسلامية يؤكد تماهيه مع مخططات وأهداف الإحتلال الصهيوني الهادف إلى تدمير الإنسان الفلسطيني والأردني لحساب شيلوك اليهودي الصهيوني القادم مطرودا مذموما من دول القارة الأوروبية والافريقية والآسيوية إلى هذه البقعة الإسلامية المقدسة في فلسطين وفي اكناف فلسطين

Share This Article