صراحة نيوزـ أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في كلمة له خلال افتتاح الاجتماع السنوي للجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، الذي عقد أمس الأربعاء في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، أن جوهر ممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه يكمن في حقهم في العيش على أرضهم. وحذر غوتيريش من أن تحقيق هذه الحقوق أصبح ينزلق باستمرار بعيدًا عن المنال.
وشدد الأمين العام على ضرورة الامتثال للقانون الدولي وتجنب أي شكل من أشكال التطهير العرقي ضد الفلسطينيين، مؤكدًا في الوقت ذاته على مبدأ حل الدولتين كحل دائم ومستدام للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأعرب عن قلقه العميق إزاء التصعيد المستمر في النزاع، مشيرًا إلى ما وصفه “بالتجريد المخيف والممنهج من الإنسانية وشيطنة شعب بأكمله”، في إشارة إلى الوضع الذي يعيشه الفلسطينيون.
وفيما يتعلق بالوضع الراهن، رحب غوتيريش باتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، معبرًا عن شكره للوسطاء، بما في ذلك مصر وقطر والولايات المتحدة، على جهودهم لضمان تنفيذ الاتفاق. لكنه أشار إلى أن السلام الدائم لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الضغط المستمر من أجل وقف إطلاق نار دائم وتفادي العودة إلى المزيد من الموت والدمار.
وأكد الأمين العام على ضرورة أن تواصل الأمم المتحدة العمل على مدار الساعة للوصول إلى الفلسطينيين المحتاجين وزيادة الدعم الإنساني، داعيًا الدول الأعضاء والجهات المانحة والمجتمع الدولي إلى تمويل كامل العمليات الإنسانية وتلبية الاحتياجات العاجلة. كما أكد على دعم العمل الأساسي الذي تقوم به وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين “الأونروا”.
وحذر غوتيريش من أن أي خطوة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الوضع أو تعرقل السلام الدائم، مشددًا على ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي الأساسية. كما جدد التأكيد على أن الحل المستدام الوحيد لاستقرار الشرق الأوسط هو قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة ذات سيادة، تكون غزة جزءًا لا يتجزأ منها.
وفيما يتعلق بالضفة الغربية، أعرب الأمين العام عن قلقه البالغ من تدهور الوضع في المنطقة، بما في ذلك تصاعد عنف المستوطنين الإسرائيليين والانتهاكات الأخرى التي تهدد استقرار المنطقة. ودعا إلى وقف هذه الانتهاكات واحترام القانون الدولي، مؤكدًا على أهمية ضمان المساءلة والعمل من أجل الحفاظ على وحدة الأرض الفلسطينية المحتلة.
وختم غوتيريش بالقول إن الحل الوحيد لضمان استقرار المنطقة هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.