صراحة نيوزـ كتب: ماجد القرعان
الوقفات التي غصت بها مختلف مدن المملكة حملت رسالة واحدة للعالم أجمع مفادها: هذا هو الأردن الذي يقوده الهاشميون منذ أكثر من قرن، وهؤلاء هم الأردنيون الذين أسس أجدادهم الدولة، وبناها أبناؤهم، وورثها أحفادهم، وقد عاهدوا الله بمواصلة المسيرة، التزامًا بالعقد التاريخي مع آل هاشم.
خلال هذه الوقفات، صدحت حناجر الأردنيين بهتافات تؤكد أنهم سائرون على طريق الآباء والأجداد، ملتزمين بالعهد دفاعًا عن تراب الأردن خلف القيادة الهاشمية، وأن أرواحهم ودماءهم ترخص حين ينادي الواجب بقلب رجل واحد للدفاع عن الوطن ومكتسباته، خلف قائدهم سبط الرسول العظيم وصاحب المواقف الثابتة والمشرفة، الملك عبدالله الثاني بن الحسين.
وقفة اليوم ليست فقط ردًا على تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب لتهجير سكان غزة، وليست ردًا على خزعبلات قادة دولة الاحتلال واطماعهم التوسعية، بل هي للعالم أجمع، أصدقاء وأعداء، أن الأردن هو الأردن، والأردنيون هم الأردنيون الذين عرفهم من جالسهم وعرفوا خصائصهم من طيب ونخوة وكرم وأصالة ورجولة وتضحيات دون حساب، وبالتالي ليس من السهل كسر شوكتهم.
وقفة اليوم تأتي قبل أيام من اللقاء المرتقب لقائدهم مع سيد البيت الأبيض لمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين التي امتدت لأكثر من سبعة قرون، والقضايا التي تعصف بالمنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتداعيات الحرب التي شنتها دولة الاحتلال على غزة، ومستقبل الدولة السورية بعد أن تمكن الشعب السوري من إسقاط نظام الأسد.
لقاء الملك بترامب يلقى اهتمامًا عالميًا واسعًا ورهانًا لنتيجته، لكن المؤكد بالنسبة للشعب الأردني أن الملك لن يقدم أية تنازلات على حساب كرامة الأردنيين ومواقفهم الثابتة التاريخية، مقدمًا رؤية موضوعية وحلولًا منطقية لإطفاء الحرائق التي أساسها عنجهية قادة دولة الاحتلال، لتبقى الكرة بيد الدولة العظمى الولايات المتحدة الأمريكية، والتي على ساستها الموازنة بين مصالح دافعي الضرائب وعلاقاتهم الخارجية.
الأردنيون يعتبرون أن الدفاع عن حقوق الفلسطينيين ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو جزء لا يتجزأ من هوية الأردن الوطنية، وأن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين أو تغيير هوية الأرض الفلسطينية ستكون بمثابة اعتداء ليس على الفلسطينيين فقط، بل على كل العرب والشرفاء في العالم.
خلال إحدى الوقفات، صدحت حنجرة أحد المواطنين قائلاً: “إن الأردن لم يرث عن أجداده النفط والغاز، بل ورثوا شرف الدفاع عن الأرض والوطن، وهذا يكفي ليعلم الأعداء رأسمال الدولة الأردنية.”
ختامًا، قالها أحد المشاركين:
“رسالة الأردنيين إلى ترامب:
لا صوت يعلو فوق صوت العشائر الأردنية،
ولا خطاب يعلو فوق خطاب جلالة الملك.”