صراحة نيوز- أظهرت دراسة حديثة أجراها فريق من جامعة الملك سعود في السعودية نتائج واعدة حول تأثير صيام رمضان على تحسين الأداء الأيضي وإطالة العمر الافتراضي. ونُشرت الدراسة في مجلة “ساينتفيك ريبورتيز” بواسطة باحثين من قسم علوم الأغذية والتغذية بكلية علوم الأغذية والزراعة، حيث استخدموا نموذجًا حيوانيًا يعتمد على الفئران لاستقصاء الآثار البيوكيميائية للصيام.
ركزت الدراسة على تقييم تأثير الصيام الطويل الأمد – الذي يتمثل في الامتناع عن الطعام والشراب من الفجر حتى غروب الشمس – على كلٍ من الفئران البدينة والفئران ذات الوزن الطبيعي. فقد قُسمت العينة إلى مجموعتين؛ واحدة تغذت بنظام غذائي معتاد، والأخرى بتغذية غنية بالدهون، ثم خضعت كل مجموعة لفترة من الصيام مع إدخال عوامل تحفيزية مثل التمارين الرياضية أو تناول الجلوكوز، وهو ما يحاكي تناول التمر عند الإفطار.
أظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا في المؤشرات الأيضية وزيادة في العمر الافتراضي، لا سيما في الفئران التي تناولت النظام الغذائي عالي الدهون. كما لوحظ انخفاض كبير في مستويات عامل النمو الشبيه بالأنسولين (IGF-1) وبروتين mTOR، اللذان يلعبان دورًا رئيسيًا في تنظيم نمو الخلايا وإنتاج الطاقة. وأوضح الباحثون أن هذا الانخفاض يمكن أن يسهم في تقليل معدلات الانقسامات الخلوية غير المنتظمة، ما يساهم في الوقاية من أمراض مثل السرطان، ويعزز من قدرة الخلايا على مقاومة الإجهاد وتحسين وظائف الجسم مع التقدم في السن.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسة زيادة في نشاط إنزيم AMPK، وهو العامل المسؤول عن توازن الطاقة داخل الخلايا، مع انخفاض مستويات المواد المسببة للالتهاب مثل إنترلوكين 6 (IL-6) وعامل نخر الورم ألفا (TNF-α). تُشير هذه النتائج إلى أن الصيام قد يساعد في تقليل الالتهابات والإجهاد التأكسدي، وهما عاملان مرتبطان بتطور الأمراض المزمنة كالسكري وأمراض القلب.
بالتالي، تبرز الدراسة أن صيام رمضان يمتد تأثيره إلى ما هو أبعد من الجانب الروحي، حيث يساهم في تحسين الصحة العامة وإطالة العمر الافتراضي، مما يفتح آفاقًا جديدة للبحث حول فوائده المحتملة على الإنسان.