صراحة نيوز – كتب ماجد القرعان
جاء إنشاء منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة التي انطلقت قبل نحو 23 عامًا برؤية وبصيرة ثاقبة لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين من أجل تعزيز واستعادة وتمكين الدور الاقتصادي الإقليمي للعقبة كمنطقة جذب استثماري وسياحي عربي وعالمي ومركز نقل إقليمي متعدد الوسائط.
ومنذ انطلاقها في شهر شباط 2001 وحتى اليوم تولى رئاسة مجلس المفوضين 12 شخصية هم على التوالي كل من الكابتن محمد الكلالده وعقل بلتاجي ونادر الذهبي وحسني أبو غيدا ومحمد صقر وعيسى ايوب وناصر مدادحه وكامل محادين والدكتور هاني الملقي وناصر الشريدة والمهندس نايف البخيت وأخرهم الرئيس الحالي نايف الفايز.
وبحسب ما هو منشور على موقعها الإلكتروني، فالرسالة من تأسيسها هي تحفيز وتعزيز النشاط الاقتصادي في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، والارتقاء بالمستوى المعيشي ضمن إطار من التنمية المستدامة لدعم الاقتصاد الوطني للمملكة.
وأما الأهداف الوطنية فتمثلت في تطوير الاقتصاد الوطني ليكون مزدهراً ومنفتحاً على الأسواق الإقليمية والعالمية والمساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعي بمفهومه الشامل إلى جانب المساهمة في الحفاظ على البيئة الأردنية وحمايتها من التلوث، واعتماد السياسات التي تحقق التوازن بين الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة وأن يكون للأردن مرافق وبنى تحتية ذات كفاءة ومردود عالي.
وانطلاقًا من الرسالة والأهداف لإنشاء سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة، ارتأينا في إدارة صراحة نيوز زيارة المنطقة للوقوف على مجمل ما تحقق من إنجازات وما يجري تنفيذه على أرض الواقع وما تم وضعه من خطط وإعداد استراتيجيات لتحقيق الحلم الملكي من تحويلها إلى منطقة اقتصادية خاصة. فكان أن قمت شخصيًا قبل أيام بإجراء اتصالات مع عدد من الإدارات والجهات في القطاعين العام والخاص وأبلغتهم بترتيبنا زيارة إلى العقبة لمدة ثلاثة أيام لتسليط الضوء على إنجازات هذه المؤسسات عبر لقاءات متلفزة، طالبًا منهم تحديد مواعيد رسمية.
قليل من الكم الكبير الذي تواصلنا معه رحب بالفكرة وتكرم قادته بتحديد مواعيد للقاءات، فيما أخرى لم نتمكن من التواصل مع قياداتها. وبعد جهد جهيد تمكنا من التواصل مع مدراء مكاتب لقياداتها وسكرتارية ومستشارين وحصلنا على وعود بعرض الأمر على القيادات وإبلاغنا بالنتائج. وحقيقة تفائلت خيرًا وشددت الرحال إلى العقبة بعد أن جهزت فريقًا من الفنيين.
وحسب الترتيبات كانت محطتنا الأولى شركة العقبة لإدارة وتشغيل الموانئ التي يتولى إدارتها طيب الذكر الدكتور محمود خليفات الذي جهز من يستقبلنا وقدم كامل الخدمات اللوجستية التي نحتاجها حيث أجرينا أول لقاء وفي الأثناء واصلنا التواصل مع الجهات التي وعدت بعرض الأمر على قياداتها. ولا نكتم سرًا أنني استمريت شخصيًا بالتواصل مع المعنيين من مستشارين ومدراء مكاتب وسكرتارية حتى إلى ما قبل ساعات من العودة إلى عمان. ولا أكتم سرًا حين أقول إن الأمر كان مؤسفًا ومؤلمًا ويخلو من الاحترام والتقدير، لا بل كان في أغلب الأحيان تعاملًا فوقيًا وكأننا نتحدث مع بواب مزرعة خاصة. فالبعض لم يرد على الإتصالات وآخرون كان ردهم ما بين الاعتذار بذرائع غير مقنعة وحجج واهية، ومنها على سبيل المثال أن أحدهم قال: “امنحني دقائق لأستشير معاليه”، وفعلاً بعد دقائق عاد معتذرًا بأنه معاليه سيكون طيلة هذا الأسبوع في عمان. وأخرى من مكتب قيادي لجهة أخرى ردت في اليوم الثاني لوجودي بالعقبة أن عطوفته لديه التزامات مسبقة، وأردفت قائلة: “شو رايك ارتبلك بكره”. فشكرتها موافقًا، وفي اليوم التالي اتصلت بها صباحًا فجاء الرد بالإعتذار لأن عطوفته موجود في عمان منذ بداية الأسبوع.
وقصة أخرى حصلت في اليوم الثالث أنني توجهت والفريق الفني إلى إحدى المؤسسات بناء على موعد حدده مديرها هاتفيًا بالليلة السابقة، وحين دخلت مكتبه وجدت لديه أحد مراسلي الصحف اليومية والذي علمت لاحقًا أنه يعمل أيضًا مستشارًا لمدير هذه الشركة.
وحقيقة أن المدير رحب بنا بكلام جميل اتبعه باعتذاره عن إجراء المقابلة بحجة غير مقنعة، ناقشته فيها على الفور. لكن الملفت أن الذي تصدى للدفاع عن ذريعة المدير كان مراسل الصحيفة، مضيفًا المزيد من الذرائع. ولمست حينها أن صاحب القول الفصل في هذه الشركة هو المستشار المراسل الصحفي. ما علينا ومعذرة إن أكمل التفاصيل في الوقت الحالي.
وبحمد الله، أنجزنا مجموعة من المقابلات التي سيتم بثها حسب مواعيد البرنامج وهو بعنوان (فنجان قهوة مع الإعلامي ماجد القرعان).
ما تقدم جزء بسيط مما اكتشفته خلال الأيام الثلاثة التي أمضيتها في منطقة العقبة الخاصة، ولي عودة بشرح تفصيلي عما تناولته وغيرها من المعلومات الدقيقة التي هدفها كشف الكثير من الواقع الصعب والمزعج للعديد من الجهات وموقف عامة الناس جراء التعامل مع بعض القيادات والإدارات.
تصوروا أن أحدهم قال لي بعد أن أقسم بالله: “والله سهل ألف مرة أن تقابل سيدنا أو سمو ولي العهد من أن تقابل معالي فلان أو عطوفة علان”، وزاد متسائلا: “ألا يوجد من يتابعهم ويقيم أعمالهم و(يدقق على سواليفهم)؟”.
وقال آخر: “هل تعلم أن لمعالي فلان مستشارًا إعلاميًا يداوم يومين ويغيب باقي الأسبوع؟، وعطوفة فلان لديه ثلاثة مستشارين إعلاميين بالكاد يدخلون المؤسسة يومًا واحدًا بالأسبوع، وأن اثنين من مراسلي الصحف مستشارين لدى عدة جهات رسمية وخاصة، وبالتالي نجد أن الأخبار التي يتم نشرها من قبلهم هي للتلميع وقلب الأسود أبيض”، مضيفًا: “نحن بحاجة إلى إعلام صادق نظيف وهو شبه مفقود”.
خلاصة القول في هذه المتابعة السريعة أنني سمعت من العشرات مقولة لها دلالات وهي أن أمجاد العقبة (أيام كان يتولى المفوضية المرحوم عقل بلتاحي) ثاني شخص تولى المفوضية منذ تأسيسها، مستذكرين العديد من الإنجازات إلى جانب تواضعه وتعامله الإنساني مع المواطنين. وإلى أهل العقبة أقول: سنقوم بإعداد برنامج لزيارتهم لمدة أسبوع ونأمل أن يكون ذلك قبل حلول شهر رمضان الفضيل للاستماع لإجراء جولة إعلامية شاملة بالصوت والصورة بعون الله.