صراحة نيوزـ حاتم الكسواني
إعادة إعمار غزة أمر لابد أن تتضافر به الجهود العربية الرسمية والشعبية .
فعلى الصعيد الرسمي لابد أن تخرج القمة العربية القادمة بقرارات صاعدة وصريحة تعيد للكرامة العربية ألقها وللقرارات العربية الوحدوية قوتها ومصداقيتها وإنسجامها مع مواقف الشارع العربي الرافض بقوة للتهجير وإستمرار مظلومية الشعب الفلسطيني ومحاولات إنهاء قضيته لصالح التوسع الإسرائيلي وصلف المنطق الإستعماري الأمريكي .
ولابد من خطاب قوي صريح يؤكد لاءات النظام الرسمي والشعبي العربي التي جاءت على لسان جلالة الملك عبدالله الثاني والقائلة لا للتهجير .. لا للوطن البديل .. لا للتوطين .
وفي رأينا بأنه من الواجب على كل الأمة العربية أن تنخرط بإعادة إعمار غزة بالذهاب إلى تولى كل دولة عربية إلى إعمار قطاع أو حي سكني من قطاعات الحياة في غزة يسمى بإسمها لنجد مثلا بأن حيا من الأحياء يحمل إسم حي الأردن أو مصر أو السعودية أو يحمل القطاع الصحي أو التعليمي المعاد إعماره إسم مشروع دبي أو قطر ، او إسماء تدل على أن دولة دبي أو قطر هي التي إضطلعت بإعادة إعماره .
وكذلك فإن على القطاعات الشعبية أن تنخرط بإعادة الإعمار من خلال مؤسساتها التمثيلية كغرف الصناعة والتجارة وجمعياتها الخيرية والمهنية ، ومن خلال مؤسساتها المصرفية وأثريائها … وهذا غير ما ستقره القمتين العربيتين خلال الأيام القادمة الخماسية في الرياض و العربية في القاهرة بالإضافة إلى مساهمات المجتمع الدولي في هذا الإطار .
لكن هذا الشكل من الإنخراط يحتاج إلى تشجيع من خلال حملة إعلامية واسعة ، وتشكيل مؤسسات تنظيمية وتسهيلات قانونية لضخ الاموال وتحديد مشاريع الإعمار وقطاعاته تقرها حكومات الدول العربية لتحقيق هذا التعاضد مع إعمار غزة و ربما أيضا الضفة الغربية .
نقول ذلك لأن غزة هي العنوان وهي رمز التحدي فإذا نجحنا بإعادة إعمار غزة نكون قد نجحنا بإعادة إرادة الأمة وإستقلال قرارها.
نقول ذلك لأننا كامة تواجه معركة وجودية تستهدف وجودها وهياكلها المؤسساتية ومستقبلها السياسي كدول وشعوب ، وتواجه إستكبارا وإستعلاء غير مقبول ينتقص من قيمتها. ووزنها الدولي الحقيقي ، وكرامة شعوبها ويعود بها إلى مراحل الإستعمار الإحتلالي والإحلالي الغابرة .
نقول ذلك لأننا نستشعر باننا وفق الذهنية الإستعمارية السائدة أمة مرشحة للإبادة وفق مشاريع الغرب ومخططاته كمشروع المليار الذهبي أو مشروع الشرق الأوسط الجديد الهادف إلى تقسيم دولنا المقسمة اصلا ، ومشاريع صفقة القرن ، و التهجير بعد الإبادة ، وكل المشاريع التي تتفتق العقلية الإستعمارية بإبتداعها بين حين وآخر لإضعاف الأمة والسيطرة على ثرواتها ومقدراتها وتجريدها من سلاحها وإرادتها ….. جاء ذلك على لسان داهيتهم السياسية هنري كيسنجر الذي بشرنا بحروب أكثر من سيقتل فيها ابناء الأمة العربية .
و اعيد ماقاله المذيع مهند القسوس على الهواء مباشرة في ختام النشرة الإخبارية التي كان يقدمها على شاشة تلفزيون رؤيا إذ قال رفضا لمشاريع التهجير ولمصمميها :
” خسئتم .. لقد بلغ السيل الزُبى ”