بعد الزلزال.. تركي يختار العيش في كهف بحثًا عن السلام

2 د للقراءة
2 د للقراءة
بعد الزلزال.. تركي يختار العيش في كهف بحثًا عن السلام

صراحة نيوزـ بعد الزلزال الذي ضرب مدينة كهرمان مرعش عام 2023، قرر المواطن التركي علي بوز أوغلان تغيير نمط حياته جذريًا، مبتعدًا عن المدن والازدحام ليعيش في كهف بعيد عن الناس، بحثًا عن السلام وتجاوزًا لمخاوفه من الزلازل.

رغم عرض السلطات التركية توفير مسكن مؤقت له، أصر بوز أوغلان على العيش في الكهف، موضحًا أن هذه الخطوة جاءت بعد معاناته من صعوبات نفسية جراء الكارثة. وأكد أن الحياة في الكهف تمنحه شعورًا بالأمان والسكينة بعيدًا عن مخاطر الزلازل والتجمعات البشرية.

يعيش علي بوز أوغلان، البالغ من العمر 55 عامًا، في الكهف منذ عامين. وعلى الرغم من صعوبة نمط الحياة، إلا أنه وجد فيها سلامًا داخليًا. يقول: “لا يمكن لأي إنسان أن يعيش حياة الكهف، لكنني أعيشها لأنني شخص مختلف”.

يستقبل بوز أوغلان ضيوفًا من حين لآخر، وبعضهم يقضي الليل معه في الكهف. وفي المستقبل، يخطط لتثبيت ألواح شمسية لتوفير الكهرباء اللازمة لتشغيل الثلاجة وغسالة الملابس.

بعد انهيار منزله في الزلزال الذي أودى بحياة العديد من سكان قضاء دفنة، عاش بوز أوغلان صدمة نفسية قاسية، دفعته للبحث عن مكان بعيد وآمن. وخلال تجوله في مدينة سامانداغ، اكتشف كهفًا في حي يايليجا، وقرر تحويله إلى ملجأ دائم له.

يصف بوز أوغلان حياته في الكهف بأنها هادئة ومليئة بالسلام، مضيفًا: “هذا الكهف موجود منذ آلاف السنين ولم يتعرض للتدمير، وجدت فيه سلامي بعيدًا عن الناس، وعلى اتصال دائم بالطبيعة”.

رغم صعوبة الحياة في الكهف، أكد بوز أوغلان أنه تأقلم مع الوضع ونجح في تلبية احتياجاته اليومية. يقول: “أغسل الأطباق والملابس، وأعد طعامي، ورغم زيارات الثعابين والفئران أحيانًا، إلا أنني تعلمت التعامل معها بسلام. عندما أصلي، تبتعد عني”.

يأمل بوز أوغلان في تركيب ألواح شمسية لتلبية احتياجاته من الكهرباء، ويعتمد حاليًا على دراجته النارية للتنقل وعلى مساعدات المحسنين للبقاء على قيد الحياة.

رغم التحديات الكبيرة، يؤكد بوز أوغلان أنه سعيد بحياته الحالية، مشيرًا إلى أن هذه التجربة منحته سلامًا داخليًا لم يجده في أي مكان آخر. وأضاف: “لا يمكن لأي شخص أن يعيش حياة الكهف، لكنني وجدت فيها ما كنت أبحث عنه”.

Share This Article