صراحة نيوز- كتب ماجد القرعان
استوقفتني ثلاثة مواقف ذات صلة بسلامة الدولة الأردنية ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا، والتي قارب عمرها 104 سنوات، وحافظت على كيانها وحماية ترابها القبائل الأردنية بقيادة الهاشميين، وفق عقد تاريخي ما زال الأبناء يفاخرون بحمل أمانة الأجداد والآباء.
ومنذ تأسيس المملكة وحتى اليوم، واجهت الدولة العديد من التحديات والمؤامرات التي استهدفت أمنها واستقرارها، وكان لتماسك العشائر الأردنية والتفافها حول قيادتها الدور الرئيس في الذود عن حياضها وحماية أمنها واستقرارها وبنائها.
*الموقف الأول، وقد تطرق له الزميل فارس الحباشنة في منشور على صفحته معلقًا على فيديو تم تداوله لمقدم برامج على إذاعة محلية، وسمعته لاحقًا، حيث خرج المذيع بمفردات نشاز جلّها غمز ولمز بحق حماة الوطن وبناته كابرًا عن كابر (القبائل الأردنية) بكافة عشائرها، دون سابق إنذار أو سبب، مما يقتضي من أبناء العشائر التوقف مليًا ووضع مئة إشارة استفهام حول الدوافع الحقيقية لهذا التمادي ومن يقف وراءه.
حقيقة لا يستطيع نكرانها لا صديق ولا عدو، والتاريخ يشهد أن العشائر الأردنية هم صمام الأمان وهم ركيزة الدولة الأردنية، فكيف تجرأ على هذا الغمز واللمز الذي لا تفسير له سوى الفتنة؟
الموقف الثاني يوم عاد جلالة الملك من زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث احتشد لاستقباله الشعب الأردني بكافة مكوناته من القرى والمدن والبوادي والمخيمات، وممثلون عن كافة القوى من برلمانيين وأحزاب وهيئات شبابية ومجتمعية، باستثناء حزب جبهة العمل الإسلامي وجماعة الإخوان المسلمين، الذين استبشرنا خيرًا بحصدهم أكثرية المقاعد في انتخابات مجلس النواب، على أمل مشاركتهم في صناعة القرار الوطني الذي يضع مصالح الدولة فوق كل اعتبار.
لكننا فوجئنا بإصدارهم بيانًا متناغمًا بدرجة كبيرة مع حملة التشويش التي استهدفت جلالة الملك شخصيًا بشأن ما دار خلال لقائه بالرئيس الأمريكي ترامب. وتوقعت، بعد أن تكشفت للجميع حملة التشويش عبر تصريحات لمسؤولين في البيت الأبيض وما نقلته العديد من كبريات الصحف الأمريكية عن أن جلالة الملك لم يتزحزح قيد أنملة عن مواقفه بشأن القضية الفلسطينية والمعلنة منذ توليه سلطاته الدستورية، ولم يوافق على طلب ترامب بتهجير أهل قطاع غزة من أراضيهم، توقعت إصدارهم بيانًا يحمل تفسيرات مقنعة لتسرعهم في إصدار البيان الأول، ويتضمن اعتذارًا واضحًا للشعب الأردني وقيادته.
الموقف الثالث، ما نقلته وسائل إعلام محلية من مداخلة لرئيس كتلة الإصلاح النيابية، النائب صالح العرموطي، تحت قبة البرلمان، حيث قال إن الحركة الإسلامية كانت ولا تزال جزءًا أصيلًا من النسيج الوطني الأردني، وأنها لم تتلقَّ يومًا أي إملاءات خارجية، وأن ولاءها وانتماءها للأردن، معربًا عن تطلعه للقاء قريب بين الحركة الإسلامية وجلالة الملك عبدالله الثاني.
حديث العرموطي، الذي عُرف بنقده لوسائل الإعلام التي لا تتوافق مع نهج الحزب والإخوان وتنتقد مواقفهم، أثار مجموعة من التساؤلات، أولها تأكيده أن الحركة الإسلامية جزء من النسيج الوطني، وهو أمر مفروغ منه لم ينكره أحد أو جهة، وإلا لما حصدوا هذا الكم من المقاعد.
وثانيها، أن الحركة الإسلامية كانت دائمًا مدافعة عن أمن واستقرار الأردن، وأنها ستبقى منحازة لمصلحة الوطن، وهو ما يتناقض مع ما تزخر به منصات التواصل الاجتماعي من تساؤلات يتصدرها ما اعتبره النشطاء بحثًا عن الشعبويات في الوقفات التي تنظمها أسبوعيًا، والتي تعلوها رايات غير أردنية ويردد فيها المشاركون شعارات ليست في مصلحة الدولة.
وأخيرًا، غيابهم غير المبرر عن المشاركة في استقبال جلالة الملك عند عودته من الولايات المتحدة الأمريكية.