لن تنطلي مؤامرات دولة الاحتلال على الشعب السوري و”بني معروف” خصيصا

3 د للقراءة
3 د للقراءة
لن تنطلي مؤامرات دولة الاحتلال على الشعب السوري و”بني معروف” خصيصا

صراحة نيوز – كتب: سمير الحباشنة

يا لوقاحة التدخل الصهيوني الخبيث في شؤون سوريا! ومحاولته البائسة اللعب على وتر الدين والمذاهب والأعراق، وصولًا إلى تحقيق أهدافه التوسعية، التي ترى سوريا الضعيفة والمفككة سبيلاً لها لتحويل احتلالاتها في الجولان وجبل الشيخ وحوران إلى بقاء دائم تمهيدًا للضم.

إن “سوريا” أيها المحتلون الطارئون، دولة ذات تاريخ مجيد وممتد، وهي عنوان كبير، طالما كانت كل الهويات الفرعية أجزاءً من كلٍّ وطني منسجم وموحد، لا يقبل الانفصام ولا القسمة، وهي ليست شبيهة بكيانكم الذي ينطبق عليه المثل: “مثل كشكول الشحادين”.

وتعلمون جيدًا، إلا أنكم تتناسون أن الدروز (بني معروف) هم عرب أقحاح، وهم حملة شعلة الثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي، بقيادة الزعيم العروبي سلطان الأطرش.

وإن السوريين في الجولان المحتل منذ عام 1967، هم المثال الصارخ الأكبر على أن بني معروف لا يستبدلون انتماءهم العربي السوري، ولا زالوا، رغم طول أمد الاحتلال، أوفياء لهويتهم العربية السورية، ويرفضون بالقطع جنسية دولة الاحتلال.

وعلى جانب آخر، ومن تجليات الشعب السوري وانتمائه إلى بلده وتمسكه بهويته، العرب المسيحيون، وهم أحفاد الزعيم الوطني العربي الكبير فارس الخوري، الذي قاد سوريا نحو الاستقلال.

وكم من الشخصيات السياسية والفكرية منهم أسهمت في وضع أبجديات الفكر العروبي المعاصر وناضلت من أجل تحقيقه.

وإن موقعة ميسلون الخالدة، بقيادة شهيدها البطل يوسف العظمة، كانت دفاعًا عن وحدة التراب السوري، وتأكيدًا لرفضها القاطع للانتداب الفرنسي وعدم القبول بوعد بلفور.

والقائمة تطول عند الحديث عن وطنية الشعب السوري ووحدته واحترامه للتنوع، من إبراهيم هنانو الإدلبّي إلى القسام ودوره الكبير في حرب فلسطين، إلى محمد كرد علي (الكردي) الذي ترأس مجمع اللغة العربية، والأكراد الذين وقفوا صفًا واحدًا وعلى المدى مع شعبهم دفاعًا عن سوريا ووحدة ترابها، بل ودفاعًا عن فلسطين والمشاركة في جميع حروبها.

ونذكر صالح العلي (العلوي)، الذي رفض بالقطع العرض الفرنسي لإقامة دولة “علوية” في الساحل السوري، مؤكدًا وحدة سوريا ووحدة شعبها.

لقد وقف السوريون جميعًا، وعلى الدوام، في مراحل المدّ وفي مراحل الجزر، إلى جانب وحدة ترابهم واحترام تنوعهم الديني والعرقي والمذهبي والطائفي، وقد عشت في سوريا وعرفت ذلك ميدانيًا، وليس عبر الكتب أو المعلومات السمعية.

إذن، لعبتكم مكشوفة، ولن تنطلي على سوريا ولا على شعبها الأبيّ الموحد، الذي لن يقبل عروضكم السامة.

وإني أتمنى على الإخوة الأكراد أن لا ينساقوا وراء مشاريع آنية لا تخدم إلا أجندة الآخر المعادي. وتذكروا أن الولايات المتحدة قد تنسحب في أي لحظة، وتذكروا أن إسرائيل لا تنطلق إلا من مصلحتها، فليس لكم إلا حضن دولتكم، سوريا الواحدة الموحدة.

وبعد، ستبقى سوريا لكل شعبها الواحد الموحد، وهي القلب الذي ينبض بالعروبة والحرية.

وإني أتمنى على الرئيس أحمد الشرع والنظام الذي هو قيد التكوين في سوريا، أن لا ينحصر في دائرة فكرية أو عقائدية أو عرقية أو مذهبية ضيقة، بل أن يكون امتدادًا لتاريخ سوريا العظيم كنموذج خلاّق للعيش المشترك ولكل أبنائها.

والله ومصلحة سوريا من وراء القصد

أمين عام مجموعة السلام العربي

Share This Article