صراحة نيوز ـ الفتوش ليس مجرد طبق جانبي، بل هو مهرجان من الخضار الطازجة التي تمتزج معًا في صحن واحد، يجمع ألوان الطبيعة بنكهاتها الغنية. يتربع هذا الطبق على موائد رمضان في بلاد الشام، حيث يضفي نكهة خاصة على الإفطار، بفضل مكوناته البسيطة والمتنوعة، التي تجمع بين البندورة الحمراء، والخيار، والخس، والبقدونس، والنعناع، والبقلة، إلى جانب الخبز المحمص أو المقلي.
أصل التسمية.. بين الأسطورة والواقع
تتنوع الروايات حول سبب تسمية الفتوش بهذا الاسم، ومن أبرزها:
“فت” و”شوف”: أي “ضع الخضار وانظر إليه”، في إشارة إلى تنوع المكونات وجمال الألوان.
“فتّش”: لكثرة ما يحتويه من مكونات، وكأن الشخص بحاجة إلى التفتيش عن كل عنصر فيه.
الرواية التركية: حيث يُقال إنه مستوحى من تقاليد الطعام في تركيا.
حكاية فاطمة البخيلة: حيث كانت تزور الناس عند الإفطار فتسبب لهم الإحراج، فقاموا بجمع الخضار والخبز البائت وتقديمه لها.
القصة اللبنانية: وهي الأكثر تداولًا، حيث يُقال إن مسيحيي جبل لبنان الذين كانوا يصومون عن اللحوم نزحوا إلى منطقة زحلة، واستضافتهم عائلتا سكاف وفتوش. وقدم آل فتوش لهم طعامًا غنيًا، لكنهم اكتفوا بأكل الخضار مع الخبز، ليطلق البطريرك غريغوريوس يوسف عليه اسم “الفتوش”، ويعتمده كطبق صيامي، قبل أن ينتشر بين العائلات المسلمة أيضًا، ليصبح جزءًا أساسيًا من المائدة الرمضانية.
طريقة تحضير الفتوش اللبناني التقليدي
المكونات:
نصف رغيف خبز (مقطع ومحمص أو مقلي)
نصف كيلو طماطم
ربع كيلو خيار
نصف رأس خس
مئة غرام بصل أخضر
خمس حبات فجل صغير
ربع باقة بقلة
نصف باقة بقدونس (يؤخذ منه الورق فقط دون فرم)
باقة نعناع (يستخدم الورق فقط)
زيت زيتون، ليمون حامض (أو دبس الرمان/عصير الحصرم)
سماق وملح
طريقة التحضير:
تقطع الخضار وتخلط معًا دون فرم البقدونس والنعناع والبقلة.
يضاف عصير الليمون والزيت والملح، ثم يُرش السماق.
عند التقديم، يُضاف الخبز المحمص أو المقلي إما فوق السلطة أو في طبق جانبي.
النتيجة؟ صحن فتوش طازج ومنعش، يحكي قصة تراث ممتد عبر الأجيال، ويضفي لمسة من البهجة على كل سفرة رمضانية!