صراحة نيوز ـ قال الخبير في الشؤون الشرق أوسطية الدكتور عبد الحميد العوني إن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، طلب تقريرًا استخباراتيًا استثنائيًا من وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) يتضمن تقييمًا دقيقًا لمخرجات القمة العربية، مع التركيز على استراتيجيات ممارسة الضغوط على الأنظمة العربية. التقرير يتناول ثلاثة محاور رئيسية، مع خرائط دقيقة حول تحريك القوات الأمريكية في المنطقة.
وأشار العوني إلى أن ترامب شدد على ضرورة تضمين التقرير تقييمًا مستقلًا بعيدًا عن التقديرات العسكرية التقليدية، حيث يهدف للحصول على رؤى استخباراتية منفصلة عن جهاز الاستخبارات الدفاعية (DIA)، وهو ما يعكس اهتمام الإدارة الأمريكية بتحديث استراتيجياتها الأمنية في الشرق الأوسط.
وأوضح العوني أن التقرير يركز بشكل خاص على الجيش المصري، في ظل التغيرات السريعة في شمال سيناء واحتمالية تهجير قسري من قطاع غزة باتجاه الأراضي المصرية، بالإضافة إلى الأبعاد الاستراتيجية لتقييم قدرات الجيوش العربية، وعلى رأسها جيوش السعودية ومصر والإمارات والأردن. كما أشار إلى اهتمام خاص بالجيش الأردني، الذي يعد محورًا رئيسيًا في أي سيناريو مستقبلي.
وأشار إلى أن التقرير يتضمن اقتراحات استراتيجية، مثل إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في سيناء، وهو طرح يعكس محاولة لإعادة رسم المشهد العسكري في المنطقة. من جهة أخرى، يسلط التقرير الضوء على قضايا القواعد العسكرية الأمريكية في السعودية، وكيف يمكن أن تتأثر في ظل التحولات السياسية في المملكة بعد صعود ولي العهد محمد بن سلمان.
كما تناول التقرير تنامي العلاقات الاستراتيجية بين الإمارات والصين، خاصة في مجال النقل البحري واللوجستيات العسكرية، إضافة إلى اقتراحات بإقامة منشآت جوية جديدة في الإمارات رغم التحفظات الأمنية.
وفيما يتعلق بالوجود العسكري الأمريكي في سوريا، لفت العوني إلى أن التقرير يشير إلى أن الانسحاب التدريجي للقوات الأمريكية يأتي ضمن استراتيجية “الفوضى الموجهة” في سوريا، مما يسمح لإسرائيل بحرية أكبر في مناورتها العسكرية والسياسية.
وأكد العوني أن التقرير يتوقع إعادة توزيع القوات الأمريكية في الخليج، مع احتمال نقل وحدات إضافية إلى قواعد جديدة في الإمارات، وهو ما قد يعقد معادلات الأمن الإقليمي بشكل أكبر.
