صراحة نيوز ـ من منا لا يحب البيتزا بطعمها اللذيذ ونكهاتها المتنوعة؟ ورغم أن العديد من الدراسات تحذر من تناول المأكولات السريعة، إلا أن البيتزا استطاعت أن تفرض نفسها بشكل واسع على جميع فئات المجتمع، سواء النباتيين أو آكلي اللحوم. كما أن سعرها المناسب جعلها محط اهتمام الجميع. لكن هناك مشكلة قد تكون مزعجة لمحبّي هذا النوع من الطعام، سواء كان على الطريقة الإيطالية بعجينة رقيقة، أو على الطريقة الأمريكية بعجينة سميكة وجبن على الأطراف، وهي الشعور بالعطش وجفاف الحلق بعد تناول البيتزا.
لطالما حاولت المطاعم استغلال هذه الظاهرة من خلال تقديم العروض التي تشمل البيتزا مع العصير أو المشروبات الغازية، في محاولة لحل المشكلة. إلا أن دراسة ألمانية تطرقت لهذه الظاهرة وقدمت إجابة علمية حول الأسباب التي تجعلنا نشعر بالعطش بعد تناول البيتزا.
وفي دراسة نُشرت في مجلة “شتيرن” الألمانية، أوضح المعهد الألماني للتغذية البشرية في بوتسدام أن ظاهرة العطش بعد تناول البيتزا أمر طبيعي وله سببان رئيسيان. الأول هو أن عجينة البيتزا عادةً ما تكون جافة وتحتوي على نسبة قليلة من الماء. أما السبب الثاني فهو ارتفاع نسبة الملح في هذا النوع من الطعام، مما يؤدي إلى رغبة الجسم في الحصول على المزيد من الماء.
هل شرب العصير مع البيتزا هو الحل؟
يشير الخبراء إلى أنه عندما يتناول الشخص 200-400 غرام من البيتزا، يدخل جسمه ما يعادل 5 غرامات من الملح. ووفقاً للمبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، يُنصح بعدم تناول أكثر من 6 غرامات من الملح يومياً. ارتفاع مستوى الملح في الدم يؤثر على الكلى والغدد الكظرية ويقلل من إفراز الماء، مما يجعل الجسم يُرسل إشارات العطش في محاولة لإعادة التوازن الداخلي.
لذلك، قد لا يكون شرب العصير مع البيتزا خياراً جيداً، نظراً لاحتواء العصير على سعرات حرارية مرتفعة. هذا يجعله غير مناسب مع البيتزا، خصوصاً إذا كانت دسمّة. كما ينصح الخبراء بتجنب المشروبات الغازية والكحول، لأنها لا توفر ترطيباً للجسم بل تُعطي شعوراً خادعاً بالارتواء، مما يضر بالصحة.
الحل الأفضل: الماء
خلصت الدراسة إلى أن الماء، أو الماء المنكه بنكهة خفيفة من العصير، هو الخيار الأفضل للشرب مع البيتزا. وقد يكون هذا التوجه محفزاً لعشاق البيتزا للبحث عن طرق تجعل هذا الطعام أكثر توافقاً مع صحتهم، من خلال فحص المكونات لتقليل كمية الأملاح.
وفي النهاية، ستظل صناعة البيتزا وفن تحضير العجين وإضافة المكونات المناسبة جزءاً من التقاليد العريقة لفنون الطعام، حتى في ظل السعي نحو جعلها أكثر صحية.