صراحة نيوز ـ على مدار السنوات الأخيرة، لاحظ رواد المقاهي زيادة تدريجية في أسعار القهوة، حيث ارتفعت تكلفتها بمعدل بضع سنتات كل بضعة أشهر. ومع ذلك، يبدو أن أسعار الإسبريسو واللاتيه مرشحة للارتفاع أكثر، خاصة بعد تسجيل حبوب الأرابيكا، المستخدمة في القهوة المطحونة، أعلى مستوى سعري لها على الإطلاق. يعود هذا الارتفاع إلى موجة الجفاف التي ضربت البرازيل، أكبر منتج عالمي لهذه الحبوب.
في المقابل، شهدت إمدادات حبوب الروبوستا، التي تُستخدم عادة في صناعة القهوة الفورية، تراجعًا ملحوظًا نتيجة انخفاض المحاصيل في فيتنام. ويرجع ذلك إلى تحول بعض المزارعين إلى زراعة فاكهة الدوريان، المعروفة برائحتها النفاذة والتي تلقب بـ”ملك الفواكه”، لتلبية الطلب المتزايد من السوق الصيني الضخم.
ووفقًا لتقرير صادر عن “بي إم آي فيتش سلوشنز”، وهي شركة بريطانية متخصصة في الأبحاث والتحليلات الاقتصادية، فقد تجاوزت قيمة صادرات “الدوريان” الفيتنامية قيمة صادرات القهوة في السنوات الأخيرة، مما شجع المزيد من المزارعين على زراعة هذه الفاكهة بدلًا من القهوة. نتيجة لذلك، شهدت صادرات فيتنام من القهوة، التي تحتل المرتبة الثانية عالميًا بعد البرازيل، انخفاضًا بنسبة 17% العام الماضي. ويعزى هذا التراجع إلى تحوّل بعض المزارعين إلى زراعة “الدوريان”، بالإضافة إلى تأثير العواصف على المحاصيل.
وحذرت “بي إم آي” من أن “التوسع في زراعة الدوريان في فيتنام قد يشكل خطرًا على إنتاج القهوة في البلاد”، مما يهدد الإمدادات العالمية لهذه السلعة الأساسية.
من جهة أخرى، أشار محللون في بنك رابوبنك الهولندي إلى أن الأسعار القياسية الأخيرة جاءت بعد زيادة بنسبة 90% في العام الماضي. وأوضحوا أن الحرب في الشرق الأوسط ساهمت في رفع التكاليف، حيث اضطرت السفن التجارية إلى تغيير مساراتها والالتفاف حول أفريقيا بدلًا من استخدام الطرق الأقصر عبر البحر الأحمر وقناة السويس، مما أدى إلى ارتفاع تكلفة النقل والشحن.
إضافة إلى ذلك، تشهد الصين طلبًا متزايدًا ليس فقط على فاكهة الدوريان، ولكن أيضًا على القهوة، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار مع استمرار نقص الإمدادات. وتشير البيانات إلى أن واردات الصين من القهوة تضاعفت خلال العام الماضي مقارنة بعام 2021، مما زاد من الضغط على الأسواق العالمية.
وفي أوروبا، يساهم ارتفاع أسعار القهوة في تفاقم التضخم في أسعار المواد الغذائية، حيث شهدت أسعار وجبات الإفطار ارتفاعًا ملحوظًا، بما في ذلك الزبدة والجبن والبيض والخبز والحبوب، وفقًا لتصريحات هيلين ديكنسون، الرئيسة التنفيذية لاتحاد التجزئة البريطاني. وحذرت ديكنسون من أن الارتفاع العالمي في أسعار القهوة قد يؤدي إلى زيادة تكلفة وجبة الإفطار في دول عدة في الأشهر المقبلة.