صراحة نيوز ـ في عالم الطب، هناك حالة نادرة وغير مألوفة تُعرف بـ “فرط الشعر الخلقي” أو متلازمة أمبراس، والتي تُسمى أحيانًا بـ “مرض المستذئب”، وهي حالة وراثية ناتجة عن طفرة جينية تؤدي إلى نمو مفرط للشعر في أنحاء غير معتادة من الجسم، مثل الوجه، مما يجعل المصاب يبدو كما لو كان يتحول إلى مستذئب، وهو ما يذكرنا بأساطير الفلكلور الشعبي.
تتمثل هذه الحالة في ظهور شعر كثيف وطويل على الجبهة، الوجه، الأذنين، وأجزاء أخرى من الجسم لا يظهر فيها الشعر عادة. يُعتبر المرض نادرًا جدًا، حيث أنه يؤثر على شخص واحد من كل مليون شخص في العالم، ما يجعله من أكثر الحالات الطبية إثارة للاهتمام والتساؤل.
السبب وراء الإصابة بهذا المرض يعود إلى طفرة جينية تؤثر في بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى إنتاج شعر كثيف غير طبيعي. تُورث الحالة عادة في العائلات، وقد تنتقل عبر الأجيال. وهناك نوعان من فرط الشعر: الخلقي الذي يظهر منذ الولادة، والمكتسب الذي قد يحدث نتيجة لاضطرابات هرمونية أو تأثيرات بعض الأدوية.
تعتبر علاج فرط الشعر غير محدد بدقة، لكنه يعتمد بشكل أساسي على التخفيف من الأعراض والتقليل من الشعر الزائد. تقنيات مثل إزالة الشعر بالليزر أو العلاجات الجراحية يمكن أن تكون فعالة في بعض الحالات، ولكن في كثير من الأحيان، يكون العلاج مجرد تدبير مؤقت لمواجهة نمو الشعر المستمر. في حالات أخرى، قد يتم استخدام العلاجات الهرمونية للمساعدة في تقليل نمو الشعر.
التحديات النفسية والاجتماعية التي يواجهها المصابون بفرط الشعر تعتبر من أبرز القضايا المرتبطة بهذه الحالة. فإلى جانب التأثير الجسدي، يواجه المرضى وصمة اجتماعية وصعوبات نفسية نتيجة للتنمر والتمييز، ما يؤثر على حياتهم اليومية. في بعض المجتمعات، قد يتم تصنيف المصابين بالحالة على أنهم “مختلفون” أو “غريبون”، ما يضعهم في مواقف صعبة قد تؤدي إلى عزلتهم.
ورغم أن هذه الحالة الطبية قد تكون محط اهتمام من قبل العديد من الباحثين، إلا أن العلاج الجيني الذي قد يساعد في تعديل هذه الطفرات الجينية لم يُكتشف بعد بشكل كامل. ومع تقدم العلم، يبقى الأمل في إيجاد حلول أكثر فعالية لهذه الحالة، وتخفيف المعاناة النفسية والاجتماعية للمصابين بها.