صراحة نيوز ـ محمود المجالي
شهدت بلدة راكين خلال الأسبوعين الأخيرين حادثتي تسامح تجسدان القيم النبيلة التي نشأ عليها أبناء الكرك والأردن، حيث يُعد العفو عند المقدرة من أسمى الفضائل، خاصة عندما يكون عن غير قصد أو سبق إصرار.
بالأمس، كانت حادثة عفو غازي العساسفة، واليوم تتجلى قيم التسامح مجددًا في موقف مشرف من والد الشاب علي سميح العلاوي، الذي فقد حياته في حادث سير أليم.
كان علي، الابن البكر لوالديه، يقضي إجازة العيد برفقة زملائه وأصدقائه بعد إنهاء واجبه العسكري في أول أيام العيد، عندما تدهورت المركبة التي كان يستقلها، والتي كان يقودها صديقه أيهم سعد الله السعيديين الحويطات.
ورغم المصاب الجلل، لم يتردد والد الفقيد في السؤال عن سلامة رفاق ابنه، ليضرب بذلك مثالًا نادرًا في التسامح، حيث قرر العفو عن سائق المركبة، رغم أن القانون يحمّله المسؤولية عن الحادث.
وتقديرًا لهذا الموقف الكريم، توجهت جاهة كريمة برئاسة الشيخ أبو مشاري السعيدي، وضمّت عددًا من وجهاء عشيرة السعيديين والحويطات، إلى مضارب عشيرة العلاوي في بلدة راكين بمحافظة الكرك، حيث استُقبلوا بحفاوة بالغة من قبل شيوخ ووجهاء العلاوي وأنسبائهم وأبناء عشيرة الحباشنة.
وفي تمام الساعة التاسعة من مساء يوم الأربعاء 2/4/2025، تم تلاوة وثيقة صلح، وليس مجرد “عطوة”، تُسجل في صفحات الشرف، حيث أعلن أهل الفقيد، كرمًا لوجه الله تعالى، واحترامًا لرسوله الكريم، ووفاءً لجلالة الملك المفدى، إسقاط جميع الحقوق الشخصية والعشائرية والجزائية والمدنية عن المتسبب بالحادث، محتسبين فقيدهم عند الله عز وجل.
هكذا تظل الكرك، كما كانت دائمًا، نموذجًا في التسامح والعفو، وكذا هم الأردنيون الأصلاء الذين يضربون أروع الأمثلة في النبل والشهامة.
قال شاعر الاردن عرار ما بلقاء إلا ماعين وما الكرك إلا راكين
حادثتان في الكرك تجسدان قيم الكرم وعزة النفس pic.twitter.com/cNoqjTK8p4
— صراحة نيوز (@Saraha_News) April 3, 2025