صراحة نيوز – كتب: حاتم الكسواني
ليس إنتقاصا من قيمة أية دولة عربية ، بل وصفا للواقع الذي نعايشه يوما من أحداث ومواقف سياسية ومذابح يقترفها العدو الصهيوني بحق المواطنين العرب في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن ، ومؤامرت وتحريك فتن على طول مساحة الوطن العربي وعرضه … والوصف البسيط لحال الأمة المتشظية هو :
دول توقع إتفاقيات سلام مع إسرائيل ودول تلعنها وتتهمها بالإستسلام والتخلي .
دول تطبع وتدير ظهرها للعرب والعروبة وتصرح جهارا نهارا بأن مصالحها الإقتصادية وتقدم مجتمعاتها مرتبط بشكل جذري مع التطور الإقتصادي والتقدم الإجتماعي الإسرائيلي .
المغرب والجزائر تتصارعان على تبعية قطعة من الصحراء الغربية ، و تطبع المغرب مع إسرائيل مقابل إعتراف أمريكا بتبعية الصحراء للمغرب التي قدمت علاقاتها و مصالحها مع الأمريكي والإسرائيلي على حساب علاقاتها الأخوية مع الجزائر وحساب مصالح الأمة وقضيتها المركزية ” القضية الفلسطينية ” .
ولبنان الطائفية تصدع لأمر مصادرة سلاح المقاومة ، و تمركزها شمال نهر الليطاني وترك الجيش الإسرائيلي يسرح ويمرح في جنوب لبنان ويتمركز في نقاط خمس إضافية من أرض لبنان لم يكن يحلم بالسيطرة عليها بوجود حزب الله رغم توقيعه على إلتزام بالتوقف عن “تنفيذ أي عمليات عسكرية ضد الأراضي اللبنانية، بما في ذلك استهداف المواقع المدنية والعسكرية، ومؤسسات الدولة اللبنانية، برا وبحرا وجوا”.
وكله يتم لأن بيئة لبنان معادية لبعضها البعض السنة والشيعة ، والشيعة والاحزاب المسيحية ، والمتلونين من الملل الأخرى التي تكره بعضها البعض وتكره الفلسطينيين هناك ، وتكيد لبعضها البعض ، و لا تعرف من منها يتعاون مع العدو الصهيوني ومن يعاديه لأن ذلك يندرج تحت تصنيف المواقف الموسمية وحسب المصالح والظروف السياسية وواقع الحال على الأرض .
وسوريا تلك اللوحة السريالية غير واضحة المعالم والتي تحتمل كل التفاسير ووفق تفسير كل منا لخطوطها المتداخلة. .. سنة على علويين على أكراد على فلسطينيين لا يجمعهم وطن ولا قضية ويفرق بينهم باغة طلقات مدفع رشاش ” كلاشينكوف الروسي ، او عوزي الإسرائيلي ، أو m16 الأمريكي ” .
اما السودان فما تدري ما مصلحة كل من الجيش والدعم السريع من تنفيذ اجندات دول أخرى عربية وأجنبية تتدخل في شؤون الوطن السوداني ” سلة غذاء الوطن العربي ” وتحرق الأخضر واليابس فيه وتشرد اهله وتقتلهم كل يوم وفق تصنيف مختلف عن اليوم الذي سبقه .
واليمن ذلك الذي قارع السعودية سنوات عديدة فدمر البلدان بعضهما البعض بينما كان من السهل إحتضان اليمن وفرض المصالحة بين فرقائه وتنميته أيما تنمية بذات المبالغ التي صرفها الطرفان على تدمير بعضهما .
وماذا عن ليبيا المليشيات التي دمرت ذاتها وقتلت صانع نهضتها. .. وتونس التي ترفع الشعارات الوطنية وتفتح أبوابها للسياحة الإسرائيلية … والعراق الذي تحول إلى سيطرة قوى الحشد الشعبي ، والحشد الشيعي الذي بعد أن قتل بالأمس فلسطينييه و القى بهم في غياهب الصحراء لأشهر طويلة إلى أن إستضافتهم منافي أمريكا اللاتينية ، يستدير إستدارة مربكة ويشارك محور المقاومة في دعم فلسطينيي غزة وقصف إسرائيل ثم يصمت بعد خروج إيران من سوريا ولبنان … أمر عصي على التفسير .
وماذا عن باقي الدول العربية … مجلس تعاون دول الخليج العربي الذي يعزف خارج سرب الإجماع العربي ام مجلس جامعة الدول العربية الذي لم تتفق دوله على قرار واحد في كل مؤتمرات القمة العربية واتحاد دول المغرب العربي الذي أسس عام 1989 و قلما نسمع عنه او نلمس منه أي مواقف وحدوية .
وفوق كل هذا منظمات فلسطينية غير قادرة على تقدير خطورة الموقف بالوحدة فيما بينها. ووقف التنسيق الأمني مع عدوها ، وتجاوز مقتلها بإلغاء إتفاقيات اوسلو التي إنقلب العدو الصهيوني على كل بنودها وتفاصيلها
وبعد هذا العرض المبسط الملاحظ من كل مواطن عربي لا يسعنا إلا أن نقول بأن العرب عربين وأكثر ، و أنه لا يمكننا أن ندعي بأن الامة يمكن أن تتوحد ببساطة فكل منا يغني على ليلاه ويتصور بأنه الأقوى والاميز بين أشقائه في ظل كتبة من المداحين والمطبلين المزمرين دعاة الفرقة والتشرذم بإسم الوطنية والتقوقع القطري بالدفع بأن مصلحة دولتهم اولا وقبل مصالح باقي الأشقاء العرب حتى ولو كانوا يتعرضون لإبادة جماعية ، بينما الحقيقة التي يدركها كل عربي بأننا كلنا مستهدفون ولانجاة لنا بعد وضوح الصورة والتأكد بان الامم لن تهتم لأمرنا كما اهملت وتغاضت عن امر ذبح الشعب الفلسطيني إلا بمواجهة ما يحاك ضدنا بشكل جماعي ووحدوي … فهل نحن فاعلون .