صراحة نيوز ـ يُعد “الدجاج المحشي” من الأطباق التقليدية الراسخة في الثقافة الغذائية العربية، ويتميز بحضوره القوي على موائد العزائم والمناسبات الخاصة، لما يحمله من طابع احتفالي ومذاق غني، يجمع بين القيمة الغذائية العالية والنكهة الأصيلة.
ويمثل هذا الطبق مزيجاً من البساطة والتنوع، إذ يمكن تحضيره بطرق متعددة، تختلف من بلد إلى آخر، لكنها جميعاً تتفق على جوهره: دجاجة محشوة بالأرز أو البرغل، مع اللحم المفروم والمكسرات والبهارات، تُطهى حتى تنضج ببطء، وتُقدَّم ساخنة مزينة بالمكسرات المحمصة.
يبدأ تحضير الدجاج المحشي بتنظيف الدجاج وتتبيله بمزيج من اللبن، الثوم، الليمون، والتوابل، ويُترك لعدة ساعات حتى يتشرّب النكهات. يُطهى الحشو جزئياً قبل وضعه داخل الدجاجة، التي تُخاط بخيط مخصص لحفظ شكلها أثناء الطهي. وتتنوع طرق الطهي ما بين السلق مع التحميص أو الطهو في الفرن مباشرة.
تتعدد أنواع الحشوات المستخدمة بحسب الأذواق، حيث يفضل البعض الأرز مع الزبيب واللوز والصنوبر، بينما تميل وصفات أخرى إلى استخدام البرغل والخضروات المفرومة. كما يمكن تقديمه إلى جانب اللبن أو السلطة أو الصلصات الخاصة لإضفاء مزيد من النكهة.
ويُعتبر هذا الطبق من رموز الضيافة في المناسبات الاجتماعية، لما يقدمه من مظهر فاخر على المائدة، وقدرة على إشباع عدد كبير من الأشخاص في وجبة واحدة. كما يجمع بين النكهات الشرقية المميزة والعناصر الغذائية المتكاملة من بروتين ونشويات ودهون صحية.
ورغم انتشار أساليب الطهي الحديثة، لا يزال الدجاج المحشي يحتفظ بمكانته المرموقة كطبق أساسي في المطبخ العربي، ويُنظر إليه بوصفه وجبة تمثل التراث والكرم والاحتفال.