انهيار المنظومة الصحية بغزة و”جهود دولية” تبحر إلى العريش دعما للسكان

7 د للقراءة
7 د للقراءة
انهيار المنظومة الصحية بغزة و"جهود دولية" تبحر إلى العريش دعما للسكان

صراحة نيوز – شخّصت إصابة ابنها بشلل الأطفال، وهي حالة الإصابة الأولى التي يتم تسجيلها في قطاع منذ 25 عاما، بحرقة تختلجها خلال تصريح لأخبار الأمم المتحدة، تحدثت نفين أبو الجديان، عن وضعية ابنها عبد الرحمن (10 أشهر )الذي يعيش معها في أحد مخيمات النازحين الفلسطينيين غرب دير البلح.
نزحت بعد عملية السابع من أكتوبر 2023، من مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، وهي تعيش ظروفا مزرية في مخيم النازحين حيث لا تتوفر مياه ولا طعام صحيان، ولا يتوفر العلاج لطفلها الصغير.
وتقول نفين لأخبار الأمم المتحدة: “أصيب ابني باستفراغ وسخونة. توجهت به إلى إحدى المستشفيات ولم أتوقع أن يكون الأمر خطيرا. كان الطفل نائما طوال الوقت ولم يكن يصحو أو يرضع (كما ينبغي) لمدة أسبوعين إلى أن شك الأطباء في إصابته بالمرض، فتم أخذ عينة منه وإرسالها إلى الأردن”.

وتضيف: “بعد أسبوعين أخبروني أنه مصاب بشلل الأطفال وأنه لا يوجد علاج ولا إمكانية لعلاجه، ابني سيظل هكذا ولا أدري ماذا سأفعل”، مشيرة إلى أنهم “أخبرونا أنه أصيب عن طريق التلوث لأن الوضع المعيشي ليس صحيا، كان طفلي بصحة جيدة وكان يتحرك وفجأة تدهورت حالته”.
وتابعت:”عندما نزحنا من الشمال كان عمره شهرا، وكان يفترض أن يتلقى الحقنة عندما حدث النزوح. وظللنا نتنقل من مكان لآخر. وقد شكل هذا عائقا (أمام حصوله على التطعيمات)”.

في غضون ذلك، استأنفت الحرب في غزة يوم 18 مارس المنصرم، بعد انهيار بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، والموقع خلال شهر يناير المنصرم.

والسبت أعلنت وزارة الصحة بغزة، ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين جراء الحرب منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى “50 ألفا و669 شهيدا و115 ألفا و225 إصابة”.

وقالت الوزارة في التقرير الإحصائي اليومي: “وصل مستشفيات قطاع غزة 60 شهيدا و162 إصابة خلال 24 ساعة الماضية”.

وذكرت أن “حصيلة القتلى والإصابات منذ استئناف الحرب 18 مارس (آذار) 2025 بلغت 1309 شهداء و3184 إصابة”.

 

منظومة منهارة

جراء القصف المستمر بغزة، انهارت المنظومة الصحية بالقطاع، فيما أطلقت “وزارة الصحة الفلسطينية” الخميس الماضي، تحذيرا بشأن التدهور الخطير الذي يشهده القطاع الصحي في المحافظات الجنوبية في ظل استمرار وتصاعد الغارات، والحصار المشدد.
وأكدت في بيان، أن ذلك أدى إلى انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية في وقت تتزايد فيه الاحتياجات الطبية والإنسانية بشكل غير مسبوق.
وأشارت إلى أن “المستشفيات والمرافق الصحية في قطاع غزة تعمل فوق طاقتها الاستيعابية، في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى نفاد الوقود اللازم لتشغيل الأجهزة والمولدات، الأمر الذي يهدد حياة آلاف المرضى والجرحى، خصوصا الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن”، داعية “المجتمع الدولي، والدول الشقيقة والصديقة، والمنظمات الإنسانية إلى التدخل الفوري والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفتح المعابر بشكل عاجل، والسماح بإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود، إضافة إلى توفير مساعدات غذائية لإنقاذ حياة المرضى والأطفال والمحتاجين، في ظل تفاقم أزمة الجوع وسوء التغذية.”

من جهة أخرى، قالت الدكتورة مارجريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، إن الوضع الصحي في قطاع غزة كارثي وغير مسبوق، مشيرة إلى أن استمرار القصف والدمار يعطل تماما عمل الفرق الطبية والمرافق الصحية.

وأوضحت في مداخلة على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن هناك قيودا مشددة على إدخال المساعدات الإنسانية، مما أدى إلى انقطاع شبه كامل في سلاسل الإمداد الطبية والإغاثية، مشددةً على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار، حيث أن استمرار القصف يجعل من المستحيل تقديم الرعاية الصحية للمصابين أو الوصول إلى جميع المناطق داخل القطاع، مؤكدة أن “هناك نقصًا حادًا في المياه والغذاء والأدوية والمستلزمات الطبية، مما يزيد من معاناة السكان والعاملين في القطاع الصحي، قائلةً هاريس: «لم أشهد في مسيرتي المهنية كارثة إنسانية بهذا الحجم،».

وقالت إن بعض الفرق لا تزال تحاول تقديم المساعدات، لكنها تواجه عقبات هائلة بسبب نقص المعدات الطبية وغياب الممرات الآمنة، متابعة: «لا فائدة من وجود الفرق الطبية دون الإمدادات الأساسية، يجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات جادة لتوفير هذه الاحتياجات فورا».

جهود دولية

ومع تدهور الأوضاع الصحية في غزة، تدخلت دول عربية وأوروبية لإغاثة الفلسطنيين، المتضررين جراء الحرب بعد عملية السابع من أكتوبر التي شنتها حركة حماس ضد إسرائيل.
وأعلنت وكالة الأونروا بعد شهر من العملية، أنها سهلت عملية إيصال إمدادات طبية طارئة وأدوية من منظمة الصحة العالمية إلى مستشفى الشفاء أهم منشأة صحية في غزة.
وقالت في بيان، أن الأطباء والممرضين وغيرهم من العاملين في المجال الصحي استجابوا بشكل بطولي للوضع المأساوي لكنهم بحاجة إلى مزيد من الدعم، مضيفة أن الكميات التي تم إيصالها إلى المستشفى لا تزال غير كافية للاستجابة للاحتياجات الهائلة في قطاع غزة نسبة للأوضاع الطبية الكارثية في مستشفى الشفاء – أكبر مستشفى في القطاع، وأحد أقدم المؤسسات الصحية الفلسطينية.

وعلى مستوى المبادرات العربية، أرسلت دولة الإمارات العربية، ضمن مبادرة الفارس الشهم 3، مستشفى عائما إلى مدينة العريش المصرية، مخصصا لإيواء المصابين من قطاع غزة، يضم طاقما طبيا وإداريا إماراتيات من مختلف التخصصات، بسعة تبلغ 100 سرير للمرضى، بالإضافة إلى 100 لمرافقيهم، مع تجهيزات طبية متقدمة تشمل غرف عمليات وعناية مركزة وأقسام أشعة ومختبرات.
وشهد المستشفى توسعات متلاحقة أهمها، افتتاح قسم للعلاج الطبيعي لتقديم أفضل خدمات الرعاية الصحية للمرضى والمصابين، ولديه قدرة على إجراء ما يصل إلى 15 عملية جراحية يوميًا، إلى جانب تقديم ما يصل إلى 25 جلسة علاج طبيعي يوميًا.
وقدم بعد عام من دخوله الخدمة، خدمات علاجية لأكثر من 55000 حالة مرضية، وأجرى أكثر من 2700 عملية جراحية في تخصصات متنوعة، بالإضافة إلى تقديم أكثر من 3000 علاج طبيعي، وتركيب أطراف صناعية .

وتضمن خدمات المستشفى، تنظيم فعاليات اجتماعية وترفيهية متنوعة للترويح عن المصابين والتخفيف من معاناتهم النفسية، والتي تضمنت عروضًا ترفيهية للأطفال، وأنشطة ترفيهية تهدف إلى تعزيز روح الأمل والتعافي بين المصابين.
في سياق متصل، أعلنت الإمارات، عن مبادرة لعلاج 1000 من أطفال غزة ، وانطلقت بهم في رحلات مختلفت من مطار العريش، إلى مستشفياتها، حيث قدمت للمصابين ولمرضى السرطان أعلى مستويات الرعاية الصحية.

Share This Article