صراحة نيوز ـ وكالات ـ متابعة ملك سويدان
في مثل هذا اليوم، التاسع من نيسان عام 1948، ارتكبت العصابات الصهيونية، وتحديدًا جماعتي “إيتسل” و”ليحي”، واحدة من أبشع المجازر في التاريخ الفلسطيني، عندما اقتحمت قرية دير ياسين غرب القدس، وقتلت بدمٍ بارد مئات المدنيين من سكانها، بينهم نساء وأطفال، في مذبحة لا تزال محفورة في الذاكرة الجمعية للشعب الفلسطيني.
المجزرة لم تكن حدثًا معزولًا، بل جزءًا من حملة تطهير عرقي ممنهجة هدفت إلى بثّ الرعب في نفوس الفلسطينيين ودفعهم للرحيل عن أرضهم، تمهيدًا لإقامة كيان احتلالي على أنقاض القرى والمدن الفلسطينية.
واليوم، وبعد مرور 77 عامًا على تلك الجريمة، تتكرّر المجازر بحق الفلسطينيين، لكن هذه المرة في قطاع غزة، حيث يُقتل الأبرياء وتُستهدف المنازل والمستشفيات والمدارس، وسط صمتٍ دولي مريب، بدا كأنه تعايش مع الألم، أو تجاهل متعمّد لمعاناة شعب يُذبح يوميًا أمام كاميرات العالم.
غزة اليوم تُركت وحدها في مواجهة آلة حرب لا ترحم، فيما الإنسانية تُختبر أمام اختبار حقيقي. دماء الشهداء في دير ياسين لم تجف من الذاكرة، ودماء غزة تنزف على وقع ذات الجرائم، بذات الوحشية، تحت غطاء صمت عالمي يُعد شراكة في الجريمة.
لكن رغم الألم، يبقى الصوت الفلسطيني حاضرًا، يحمل الأمانة، ويرفض النسيان، لأن الحقيقة لا تموت، ولأن الشعب الذي يزرع ذاكرته في كل حجر، لا يُهزم.