بعد قرار ترامب المثير هل تتوجه الصين الى دعم الحوثيين لاستنزاف اميركا وإسرائيل ؟

4 د للقراءة
4 د للقراءة
بعد قرار ترامب المثير هل تتوجه الصين الى دعم الحوثيين لاستنزاف اميركا وإسرائيل ؟

صراحة نيوز ـ الدكتور ايمن العدينات

من الواضح ان الرئيس ترامب يعرف ان سياساته الحمائية المتمثله في رفع الرسوم الجمركية على دول العالم تأتي انطلاقا من وجود عجز تجاري وعجز موازنه مزمن لدى اميركا تترجم ذلك إلى ارتفاع المديونيه إلى نسب لم تعد مقبوله بالنسبه لاميركا لانها اصبحت تهدد عرش الدولار هذا من ناحيه ومن ناحيه اخرى يرى الرئيس ترامب ان الصين قد اصبحت قوه لا ترد وانها تهدد عرش اميركا خاصة بعد تورط اميركا في حرب استنزاف جراء دعمها لأوكرانيا وفي ضوء تخلي اميركا عن الانتاج السلعي واقتصاد الموجودات لصالح اقتصاد المعلومات وهجرة المصانع الأميركيه إلى الخارج للاستثمار هناك مستفيدة من رخص الأيدي العامله وتوفر المواد الخام وانفتاح تجاري أزاح العراقيل الجمركية بفضل منظمة التجاره العالميه (WTO) وأحكامها لإزالة جميع العوائق امام حركة التبادل التجاري والتدفق السلعي بين دول العالم .

.اتطلاقا من هذا السرد وهذه المقدمه جاءت سياسات الرئيس ترامب الحمائية والتي تهدف إلى كبح جماح الصين وتعاظم قوتها الاقتصاديه خاصة وانها اصبحت كالقاطره الكبيره تجرف ما في طريقها من خلال ثورتها المعرفيه الهائله وتنوع إنتاجها السلعي وتهديدها لمستقبل صناعة السيارات والذكاء الاصطناعي وإنتاج الخلويات وتكنولوجيا المعلومات ناهيك عن تفوقها السلعي .

لقد ادرك ترامب ان هذا التنين الصيني لا يمكن إيقافه إلا باجراءات حازمه تهدف إلى ادخاله في دوامة الركود وبالتالي زيادة البطاله هناك وإغلاق المصانع وكبح جماح تقدم الصين الاقتصادي والعسكري..في المقابل يسعى ترامب إلى تخفيض الفوائد على الدولار وتبنى سياسه ونقديه توسعيه (Expansionary Monetary Policy ) لزيادة النمو الاقتصادي .

لكن لا بد ان نعترف ان الصين ليست دولة غبيه فهي تعرف ان هذه المعركة هي كسر عظم بالنسبه لها وهي تعرف ان نجاح ترامب في مسعاه يعني ادخال الصين في دوامه من الركود وانهيار هذه الامبراطوريه اقتصاديا و ببطئ تمهيدا لزوالها وعودتها تحت العلم الامريكي .

من هنا نجد ان الصين قد سعت منذ البدايه إلى إعلان سياسة المعامله بالمثل من خلال رفع الرسوم الجمركية على الولايات المتحده كما انها قامت بسياسات تهدف إلى هز أسواق المال هناك خاصة وان الصين تملك استثمارات حافظه ( Portfolio Investment) لا تقل عن (2%) من اجمالي الاستثمارات الماليه الاجنبيه في الولايات المتحده الامريكيه .

الرئيس ترامب بدوره يعتقد ان لا خوف من هذا التراجع في اسرواق المال التي خسرت اكثر من (5) ترليون دولار في ظل سخط متزايد من رجال الاعمال فالرئيس ترامب يعتقد ان الدول الاجنبيه والتي تملك حوالي (20%) من سوق المال في اميركا سوف تضخ المزيد من الاموال لمنع انهيار استثماراتها هناك .

من هنا نجد ان الرئيس ترامب يمارس سياسة اغراق الجميع ليقول للعالم اما ان يكون العالم بوجود اميركا على سدته والا فلا .

بدورنا نعتقد ان الصين لن تقف مكتوفة الأيدي وستحاول وقد تلجأ إلى دعم الحوثيين في البحر الأحمر لضرب المصالح الامريكيه وحركة التبادل التجاري وسلاسل التوريد وستحاول دعم حماس في غزه لكسر شوكة إسرائيل واستنزاف اميركا عسكريا وماليا
اما اميركا فستعمد على قلب الطاوله على الصين من خلال ايقاف الحرب والتفاوض مع حماس والحوثيين وايران حتى تسحب هذه الورقه من الصين ..

الخلاصه :

اننا نشهد حرب اقتصاديه ضروس بين الولايات المتحده والصين و سوف لن تبقي ولن تذر لانها قد تتكشف عن حرب عالميه ثالثه إذا لم يتم حل الخلاف بين الطرفين ..ويمكن القول بان شطب الصين لجزء من ديونها على اميركا قد يكون احد الحلول المنقذه .

Share This Article