صراحة نيوز ـ يُعدّ الكشف المبكر عن ضعف البصر لدى الأطفال أمرًا بالغ الأهمية لتفادي مشاكل قد تؤثر على نموهم وتحصيلهم الدراسي وحتى سلوكهم الاجتماعي. ورغم أن الطفل في سنواته الأولى قد لا يستطيع التعبير عن مشكلته، فإن هناك مجموعة من العلامات التي يمكن أن تُنذر بوجود خلل بصري يستدعي التدخل الطبي.
ويؤكد أطباء العيون أن من أبرز علامات ضعف البصر عند الأطفال هو اقترابهم الشديد من التلفاز أو الكتب أو الأجهزة الذكية أثناء المشاهدة أو القراءة، وهو ما قد يشير إلى قصر النظر. كما يُعتبر فرك العينين بشكل متكرر، أو الشكوى من صداع مزمن، أحد الإشارات التي لا يجب إغفالها.
ومن بين العلامات الشائعة أيضًا، ملاحظة الحول في إحدى العينين، أو ميل الرأس أثناء التركيز على شيء معين، أو صعوبة متابعة الأشياء المتحركة، كالألعاب أو الكرات. ويشير مختصون إلى أن ضعف الأداء الدراسي أو تشتت الانتباه في الصف قد يكون ناتجًا عن مشكلة في الرؤية لم تُكتشف بعد.
ويُشدد أطباء العيون على أهمية الفحص الدوري للأطفال، حتى لو لم تظهر عليهم أعراض واضحة، إذ يوصى بإجراء أول فحص بصري بين سن 6 أشهر إلى سنة، ثم مرة أخرى عند دخول المدرسة، لضمان التطور السليم للنظر.
ويحذر المختصون من التأخر في معالجة بعض حالات ضعف البصر، مثل كسل العين (الغمش)، التي تكون قابلة للعلاج في سن مبكرة فقط، مؤكدين أن التدخل المبكر يُحدث فرقًا كبيرًا في حياة الطفل من حيث التطور البصري والقدرات التعليمية.
وفي ظل الانتشار الواسع للأجهزة الإلكترونية، يوصي الخبراء الأهالي بمراقبة مدة استخدام الأطفال للشاشات، وتشجيعهم على اللعب في الهواء الطلق، والحصول على فترات راحة منتظمة للعينين، للوقاية من إجهاد العين والمشاكل المستقبلية في النظر.
ختامًا، يُعدّ وعي الأهل بالمؤشرات الأولية لضعف البصر، والتزامهم بالفحوصات الدورية، أساسًا في الحفاظ على صحة عيون الأطفال وتوفير بيئة مناسبة لنموهم البصري والمعرفي.