الدولة تفكر بعقلانية والمظاهرات مرفوضة

3 د للقراءة
3 د للقراءة
الدولة تفكر بعقلانية والمظاهرات مرفوضة

صراحة نيوز ـ د إعلام حمزة الشيخ حسين

الشعب الأردني في حالة غضب شديد مِما يحدث في غزة وفلسطين من دمار شامل .
دفة الحكم والإدارة السياسية الأردنية تقود المشهد بطريقة مختلفة تماماً عما يرغب به الجمهور الأردني.
لماذا التناقض بين الطرفين مع أنهما يتجهان بنفس الطريق الحتمي لهما .
الشعب تحركه العاطفة الجياشة بالمطالبة بالتدخل العسكري الأردني المباشر وفتح جبهة فورية ضد إسرائيل ، وفتح الحدود أمام الشعب للدخول ، وإنقاذ غزة من القتل الجماعي .
بالمقابل دفة الحكم تنظر إلى الموضوع من زاوية أخرى وهي فتح الحدود البرية وتدخل القوات المسلحة الأردنية في حرب مباشرة مع إسرائيل سيؤدي هذا الأمر إلى تغيير قواعد اللعبة بشكل كامل من قبل أمريكيا وإسرائيل وأعتبار الأردن دولة معتدية وعليها أن تتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك ويعني ذلك مشروعية الرد الإسرائيلي بغطاء دولي ، وعلى رأسه امريكيا هنا علينا التوقف ما هو حجم الرد الإسرائيلي، وهل سيكون تأثيره على الأردن طفيفاً أو مدمر بشكل لا تستطيع الدولة الأردنية تحمله من تدمير لكافة السدود المائية ، ومناجم الفوسفات وخليج العقبة، ومصفاة البترول وكافة مرافق الطاقة الكهربائية، والمياه وغيرها مِما سيؤدي إلى هلاك الملايين من الشعب خلال فترة أسابيع من إندلاع الحرب..ولا ننسى التدخل العسكري الأمريكي المباشر لصالح إسرائيل وقطع كافة المساعدات المالية والعسكرية عن الأردن وهكذا سيصبح الأردن بلا أموال، ولا عتداد عسكري الذي تزوده بها امريكياً.
أنا شخصياً انتقد الحكومة لتقصيرها في دعم غزة لكن بالتوقف قليلاً هناك أسباب متعددة تقف عائقا ً أمام التدخل الأردني المباشر في إنقاذ غزة وهي دولية وإذا الدولة فعلت ما يغضب أمريكا، أو إسرائيل سيؤدي مباشرة إلى عواقب وخيمة جداً على الشعب الأردني .
اليوم يجب أن تسدى نصيحة لقادة حماس وقادة الحراك الشعبي في الأردن وهي أن يتم تفويض الحكومة الأردنية بالتفاوض مع إسرائيل لإنهاء هذه الحرب وعلى قادة حماس مستقبلاً عدم خوض حرب دون التشاور المسبق مع الأردن والسعودية ومصر لكون قرار الحرب والهدنة يجب أن يكون تشاورياً وليس من طرف واحد يتحمل مسؤولية الخطأ به شعوب المنطقة بشكل كامل ويؤدي إلى إندلاع ثورات شعبية داخل البلاد الإسلامية تقوض الاستقرار فيها لمصالح معادية للشعوب العربية.
المظاهرات التي تشهدها البلاد هي إيجابية لا غبار عليها إن كانت تصب فقط في مصلحة الشعب الأردني، ولا تعرضه لخطر الانهيار والإبادة الجماعية لكن إن كانت هذه المظاهرات تقاد من زاوية عاطفية أو تحقيق ترند لبعض رموز هذه المظاهرات لكسب منافع مادية ، ومعنوية مستقبلية فهذه مرفوض تماماً من قبل عقلاء وحكماء ومفكري الشعب الأردني الذي يريد من الحكومة الأردنية التصرف بشكل يحمي الشعب من تبعات خطيرة جداً إن استجاب لنزوات ورغبات البعض ممن لا يملكون العمق المعرفي والسياسي الذي يحيط بمنطقتنا العربية بشكل عام ، والأردني بشكل خاص .

Share This Article