وقف إطلاق النار العالق

3 د للقراءة
3 د للقراءة
وقف إطلاق النار العالق

صراحة نيوز ـ حاتم الكسواني

علقت عملية المفاوضات لوقف إطلاق النار بين القوات الإسرائيلية وحماس ،فإسرائيل تعرف تماما بأنه بمجرد وقف إطلاق النار فإن عرى التماسك في المجتمع الإسرائيلي ستبدأ بالتفكك ، وسيبدأ كل فريق بمحاسبة الآخر فكل فئات المجتمع ستبدأ بمحاسبة الحريديم الذين لا يقبلون التجنيد والقتال في صفوف الجيش ، ويصعدون حنق الفلسطينيين على كل اليهود بسبب إقتحاماتهم للمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي وباقي الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية ، وإفصاحهم عن نيتهم تقسيم الأماكن المقدسة زمانيا ومكانيا بل ونيتهم هدم المسجد الأقصى القبلة الأولى للمسلمين وبناء هيكلهم المزعوم مكانه .

بمجرد وقف إطلاق النار ستستمر الأزمة بين المستوى السياسي وعائلات من أسروا ومن قتلوا من الإسرائيليين بنيران الجيش الإسرائيلي وستتصاعد المطالب بلإستقالة نتنياهو وحكومته .

بمجرد وقف إطلاق النار سيبدأ التداعي الإقتصادي للكيان الإسرائيلي تحت وطأة كلفة الحرب وخسائرها العسكرية والبشرية والإقتصادية المتمثلة بشلل الدورة الإقتصادية للإقتصاد الإسرائيلي بسبب تعطل الإنتاج الصناعي والزراعي والتجاري و تعطل التبادل التجاري للكيان الغاصب مع دول العالم وتضرر حركة النقل البري والبحري والجوي بشكل كبير .

بمجرد وقف إطلاق النار ستبدأ عملية المطالبة بمثول نتنياهو وجالنت أمام المحاكم الدولية وستبدأ أزمة محاكمة نتنياهو محليا بتهم الفساد وتلقي الرشى ، كما ستبدأ الدول بإنزال العقوبات على إسرائيل بعد تكشف حجم المأساة والإبادة الجماعية التي إقترفتها بحق أهالي غزة من المواطنين المدنيين الآمنين وعن سبق الإصرار والترصد .

ومن أجل ذلك نجد أن حكومة نتنياهو تلجأ إلى إطالة زمن الحرب والمغالاة بتطرفها بإرتكاب الجرائم التي بدأتها .

بالنسبة لحماس وأهل غزة فهم يدركون بأنه بمجرد قبولهم إطلاق سراح الأسرى وتسليم سلاحهم فقد فقدوا شرعيتهم ، وسلموا مصير الشعب الفلسطيني إلى كل القوى التي من مصلحتها إنهاء القضية الفلسطينية والتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة لإقتناع المساندين للعدو الصهيوني بأن ذلك يحقق أهدافهم ومصالحهم وإقتناع العرب منهم بأنهم بذلك يضمنون سلامة بلادهم ومسيرة عملية التنمية والبناء بها .

وبمجرد وقف إطلاق النار بأي شروط كانت ستتكشف مأساة الفلسطينيين في غزة والضفة وسينكشف تهشم بنى مجتمعهم الإقتصادية والصحية والإجتماعية وسيعيشون طويلا في المخيمات او في العراء حيث سيهمل العالم كله دعوات إعادة الإعمار التي ستعطلها أمريكا وإسرائيل والبروقراطية العربية .

قد يكون من نتائج الحرب ثم وقف لإطلاق النار تغيرات سياسية في المجتمع الإسرائيلي وتراجع سطوة اليمين فيه لصالح قوى راديكالية لديها قناعة بعبثية الرؤيا التلمودية بتحقيق حلم إسرائيل الكبرى وبدأ تبلور أفق سياسي يعتمد حل الدولة الديموقراطية الواحدة التي تجمع الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني أو حل الدولتين المتجاورتين ، بالإضافة إلى ذهاب مزيد من الدول إلى الإعتراف بالدولة الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني .

ومن أجل ذلك لابد أن يكون الشعب الفلسطيني على إستعداد لتقديم مزيد من التضحيات ، وأن لا تتراجع همته قبل الوصول لخط النهاية بقليل ، فما تحقق للشعب الفلسطيني من تفهم شعبي ورسمي دولي لروايته وحقوقه يشكل فرصة ذهبية لتحقيق أحلامه بالحرية والإستقلال … وما النصر إلا صبر ساعة

Share This Article