الصهاينة .. يسرقون .. الزيتون

5 د للقراءة
5 د للقراءة
الصهاينة .. يسرقون .. الزيتون

صراحة نيوز ـ عوض ضيف الله الملاحمة

لم يشهد التاريخ الإنساني إحتلالاً مثل الإحتلال الصهيوني البغيض ، الكريه ، الفريد على مدى التاريخ الإنساني . إحتلال تخاله أحياناً وكأنه يتقمص أفعال الأفراد الحاقدين ، الحاسدين . بعض سلوكياته تشبه سلوك اي إنسانٍ بشعٍ ، حاقد ، حقير ، نذل يطمع فيما يملكه غيره ، ليسرقه ، وينسبه لنفسه . العدو يفعل كل ذلك لأنه يعرف انه طاريء على هذه الأرض .

إنتشر فيديو يثبت سرقة الكيان لأشجار الزيتون المُعمِّرة ، التي يصل او يزيد أعمار بعضها عن ألف عام ، او ربما آلاف الأعوام . ولمن لا يعرف فإن الأردن وفلسطين مازال يعيش فيها أشجار زيتون معمِّر يصل بعض اعمارها الى آلاف الأعوام ، وتسمى باشجار الزيتون الروماني . وما زالت هذه الأشجار تثمر وتنتج زيتوناً فريداً في جودته وعناصره الغذائية .

أحد الفيديوهات مكتوب عليه : (( الصهاينة الفَجرة يسرقون أشجار الزيتون من أرض فلسطين الأصيلة أعمارها آلاف السنين ويغرسونها قُرب المستوطنات )) . والسبب في ذلك حتى يدّعوا بأنهم متجذرون في الأرض وان اجدادهم هم الذين زرعوها قبل آلاف السنين .

في إحدى زياراتي للضفة الغربية قبل اكثر من ( ٢٥ ) عاماً ، تعرفت على أحد الشخصيات المسيحية المقدسية الفلسطينية المتجذرة في القدس ، وكان رجل أعمال ، يحمل الجنسية الأمريكية بالإضافة للجنسية الفلسطينية . وأصرّ على دعوتي لتناول طعام العشاء منفرداً ، لأن زيارتي كانت ضمن وفد رسمي أردني . فوافقت بشرط ان يوافق على دعوة مماثلة مني ، وقد كان . وفي أحد أيام الجُمع ، إقترح عليّ ان يأخذني بجولة في مدينة القدس والضفة الغربية بعمومها ، فرحبت بذلك .

وعندما دخلنا مدينة القدس ، أخذني الى بيت جَدِّ والده ، وكان بيتاً تراثياً ، قديماً ، وما زال إسم جَدّ والده محفور على إحدى حجارة المدخل . وما أدهشني ، انه أخذني الى أحد المباني العربية التاريخية في القدس حيث يقوم الصهاينة بأخذ صور هندسية فنية تفصيلية للمبنى ويرقمون الحجارة كلها على مخطط المبنى . ثم يهدم العدو المبنى ، ويعاد بنائه كما كان بالضبط ، ولا يغيرون فيه الا حجراً واحداً ، يتم استبداله بحجر جديد ( مُعتَّق ) محفور عليه نجمة داود ، ويتم تعتيقه بإسلوب علمي إحترافي ليأخذ شكل الحجارة الأخرى ، ولا يبدو مُقحماً في المبنى . والغاية من ذلك ليثبتوا انهم سكان الأرض وأهلها .

فإذا تمكنوا من سرقة المباني ، وتفكيكها ، وإدخال حجر واحدٍ يحمل نقش نجمة داود ، هل يستعصي عليهم سرقة أشجار الزيتون المُعمِّرة !؟ راجياً ممن يُتاح لهم مشاهدة الفيديو التدقيق في آلية نقل وزراعة الأشجار للحفاظ عليها ، ولضمان عدم موتها بعد إعادة زراعتها .

كما علينا ان لا نستغرب أفعالهم ، فهم قد سرقوا الفلافل ، والحمص ، والثوب التراثي الفلسطيني ، ونسبوه اليهم ، وادعوا انها من التراث الصهيوني . فإذا كانوا قد سرقوا فلسطين كلها أرضاً ، وتراباً ، فهل يعجزون عن سرقتها تراثاً !؟

ورغم كل ما فعله ، ويفعله الاحتلال اسمعوا ما قابه نائب رئيس السلطة الفلسطينية / حسين الشيخ ، قبل أيام عند تنصيبه نائباً لرئيس السلطة . الذي يفترض انه ابن القضية ، ومناضل ، ويفترض ان يكون كل همه ينحصر في ابتداع آليات لتحرير فلسطين من العدو الصهيوني ، حيث قال بكل فخر واعتزاز وشموخ ، في لقاء جمعه مع مسؤولين أجانب : [[ في السياسة لا يوجد عدو دائم ولا صديق دائم ، الإسرائيليون اليوم هم (( أصدقائنا وإخواننا )) ، ولن نتخلى عنهم في مواجهة إرهاب حماس ، سنقاتل معهم حتى آخر عنصر من أبناء الأجهزة الأمنية ، وأبلغنا بلينكن بذلك من اليوم الأول في الحرب ]] .

بعد هذا التصريح المُخزي المُعيب الخياني ، من إبن القضية ، ونائب رئيس السلطة ، هل من المنطق ان نعتب على العرب ونلومهم على تقصيرهم !؟ علماً بأن تصريحه هذا دليل على جهله المُطلق ، المُطبِق ، لأن هذه القاعدة السياسية تصف علاقات الدول المتكافئة في علاقاتها مع بعضها ، وليس علاقة إحتلال بمن يحتلهم .

كل العرب الشرفاء يعتبرون ان عدوهم الأول ، والأزلي ، والتاريخي هو الكيان ، إضافة الى كل من يحمل فكراً صهيونياً — كفكر ( بل كُفر ) السُلّطة .

Share This Article