صراحة نيوز ـ أعلنت شركة “دولينجو” المتخصصة في تعليم اللغات عبر الإنترنت عن خطوة مفصلية في مسار عملها، معتمدة بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي، وملوّحة بالتخلي التدريجي عن المتعاقدين الخارجيين الذين يقومون بمهام يمكن للذكاء الاصطناعي إنجازها بكفاءة أعلى.
وفي رسالة بريد إلكتروني داخلية نشرها لاحقًا حساب الشركة على “لينكدإن”، قال المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لويس فون آن إن “دولينجو” ستعتمد نهج “الذكاء الاصطناعي أولًا”.
وأكد أن هذا التحوّل يتطلب إعادة تصميم طرق العمل بشكل جذري، وليس مجرد تعديل بسيط على أنظمة صُمّمت في الأصل لتناسب العمل البشري، بحسب تقرير نشره موقع “theverge” واطلعت عليه “العربية Business”.
وكتب فون آن: “لكي نُعلّم بكفاءة، نحتاج إلى إنشاء كميات هائلة من المحتوى، والقيام بذلك يدويًا أمر غير مجدٍ. الذكاء الاصطناعي أصبح العمود الفقري لعملية التوسّع هذه، وهو ما سمح لنا بإنتاج محتوى ضخم في وقت قياسي مقارنة بما كنا نستغرقه في السابق”.
وأشار إلى أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي ليس بديلًا عن العامل البشري، بل وسيلة لتمكين الموظفين من التركيز على المهام الإبداعية وحل المشكلات الجوهرية، بدلًا من الأعمال المتكررة.
وأضاف أن “دولينجو” لا تزال ملتزمة برعاية موظفيها، وتُخطّط لتقديم تدريبات وأدوات جديدة تساعدهم في تسخير الذكاء الاصطناعي ضمن وظائفهم.
وكشف فون آن عن مجموعة من السياسات التي ستبدأ الشركة بتطبيقها، تشمل:
– تقليص تدريجي للاستعانة بالمتعاقدين في المهام التي يمكن أتمتتها.
– جعل استخدام الذكاء الاصطناعي جزءًا من معايير التوظيف.
– إدماج الذكاء الاصطناعي ضمن تقييمات الأداء.
– الامتناع عن زيادة عدد الموظفين إلا في حال تعذر الأتمتة.
وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان مشابه من الرئيس التنفيذي لشركة “شوبيفاي”، توبي لوتكي، دعا فيه إلى استخدام الذكاء الاصطناعي كحل أول قبل طلب أي موارد إضافية.
التحول الجذري في “دولينجو” يعيد إلى الأذهان قرارها الجريء عام 2012 بالتركيز على الهواتف المحمولة، حين كانت الشركات الأخرى ترى فيها مجرد مكمل للمواقع الإلكترونية.
واليوم، تراهن الشركة مجددًا على المستقبل، وهذه المرة تضع الذكاء الاصطناعي في قلب استراتيجيتها.