قتلة الأطفال

7 د للقراءة
7 د للقراءة
قتلة الأطفال

صراحة نيوز ـ حاتم الكسواني

كلنا يذكر المواجهة على شاطئ البحر الميت أثناء المؤتمر الإجتماعي الاقتصادي ” دافوس 2009 ” بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز حيث وصم أردوغان بيريز بقاتل الأطفال قبل أن ينسحب من الجلسة الحوارية التي جمعتهما .

فمنذ عام 1948 وإسرائيل ترتكب جرائم الإبادة المتتالية ضد الشعب الفلسطيني برمته وتخص أطفاله بالقتل والإفناء ، ففي حملة الإبادة ضد الشعب الفلسطيني إرتكبت إسرائيل عشرات المجازر على أيدي عصابات الهاجنا وشتيرن والأرغون حيث قامت العصابات المجرمة بمجزرة دير ياسين ببقر بطون النساء الحوامل وقتلهن وقتل اجنتهن قبل أن يولدوا .

وبعد أن خرج المقاتلون الفلسطينيون الرجال من بيروت عام 1982 تاركين خلفهم الأطفال والنساء والشيوخ في مخيمي صبرا وشاتيلا ارتكب المجرمون الإسرائيليون ومجرمو القوات والكتائب اللبنانية ابشع جرائم الإبادة بالأطفال الفلسطينين الذين بقوا في المخيمين.

ونذكر هنا كيف إستهدفت قوات الاحتلال الطفل محمد الدرة الذي كان يتوارى من طلقاتهم خلف والده فقتلته ، ونذكر أيضا كيف قام المستوطنون الإسرائيليون بخطف الطفل محمد أبو خضير وقتله بسكب النفط عليه ثم حرقه حيا .

وكلنا يذكر قتل إسرائيل لأربعة أطفال فلسطينيين أثناء لهوهم على شاطئ غزة ، وهم عاهد عاطف بكر وزكريا عاهد بكر (10 سنوات) ومحمد رامز بكر (9 سنوات) واسماعيل محمد بكر (11 سنة) الذين استهدفتهم القوارب العسكرية الإسرائيلية بقصف صاروخي أنهى حياتهم وهو امر مصرح به من قبل قيادات إسرائيل السياسية والعسكرية بقتل الأطفال دون سبب وكلما اتيحت الفرصة لذلك
ولا ننسى إتهام الإحتلال الإسرائيلي للطفل احمد مناصره الذي اعتقل وعمره 13 عاما بانه قام بمحاولة عملية طعن واعتقلوه وسجنوه عشر سنين تحت قساوة عنف التحقيق و التعذيب والضغط النفسي وهو يؤكد لهم برائته وعدم صدق إتهامهم له وماتركوه إلا بقايا إنسان بعد ان وصل إلى حالة نفسية مزرية من التشوش العقلي والهزال الجسدي والضياع .

وكم نقلت محطات التلفزة حالات إعتقال قوات الإحتلال لاطفال لم يتجاوزوا سن العاشرة من العمر وأقل من ذلك ، وحالات العسف بالطلبة على الطرقات بين مدارسهم ومنازلهم وتفتيشهم ونزع ملابسهم عنهم لينتهي الأمر بإطلاق النار عليهم لقتلهم أو إصابتهم إصابة خطرة دائمة ترافقهم طوال حياتهم .

ووفق بيانات جهاز الإحصاء الفلسطيني في غزة فأن عدد الأطفال الشهداء، منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يزيد عن 17 ألفا و954 طفلا شهيدا …. والعدد يزداد كل يوم .

ووفق بيانات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة فقد أصيب 34 ألف طفل فلسطيني بجروح غائرة ، منذ بدء العدوان.

وأشار المكتب إلى أن 3600 طفل مفقودون تحت الأنقاض من جراء العدوان، مؤكداً وجود ما لا يقل عن 200 طفل من غزة في الأسر لدى قوات الاحتلال.

وفي سائر إحصاءات العدوان على قطاع غزة، أكد المكتب الإعلامي الحكومي أنّ أكثرمن 1500 طفل فقدوا أطرافهم، أو لديهم عاهات دائمة، من جراء العدوان.

وأفاد المكتب بأنّ 33 طفلاً فقدوا حياتهم بسبب المجاعة وسوء التغذية، محذراً من أنّ كل الأطفال معرضون للإصابة بالأوبئة.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، الـ”يونيسف”، قالت، بإنّ غالبية اطفال قطاع غزة يُعانون سوء التغذية، ومعرّضون لخطر الموت بسبب تعرضهم للتجويع والتعطيش ، وحرمانهم من تلقّي العلاج اللازم لحمايتهم من الامراض السارية والمعدية .

ومنذ بدء إسرائيل لحرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواجه أطفال القطاع أوضاعا كارثية، حيث أفادت تقارير حكومية فلسطينية بأن الأطفال والنساء يشكلون ما يزيد على 60% من إجمالي ضحايا الإبادة الجماعية المتواصلة.

ويشكل الأطفال دون سن 18 عاما نسبة 43% من إجمالي عدد سكان دولة فلسطين الذي بلغ نحو 5.5 ملايين نسمة مع نهاية عام 2024، توزعوا بواقع 3.4 ملايين في الضفة الغربية و2.1 مليون بقطاع غزة، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

ولاحقت هذه الإبادة الأطفال بمختلف مراحلهم العمرية، بدءا بالأجنة في أرحام أمهاتهم، مرورا بالخدج بعمر أقل من 9 أشهر داخل الحضانات، وحتى السن التي حددتها اتفاقية حقوق الطفل الأممية على ألا يتجاوز “18 عاما”.

فمنذ عام 1948 ,حتى يومنا هذا وقوات الإحتلال تستهدف أطفال فلسطين بالقتل وتقطيع الأطراف وفقدان الأهل والمستقبل والأمل .

كل ذلك القتل والعسف الممنهج يأتي ضمن إستراتيجية العدو الصهيوني لكسر إرادة الشعب الفلسطيني منذ الطفولة وحتى الشيخوخة ، وضمن إستراتيجية كسر معادلة نمو الزيادة السكانية للفلسطينيين داخل أرضهم المحتلة حيث المعركة الديموغرافية مع الشعب الفلسطيني،حاضرة في الذهنية الإسرائيلية التي تقرأ التاريخ وتخطط وتنفذ ما تضعه من خطط .
فإسرائيل تتخوف من تجربة جنوب إفريقيا حيث فرض نضال مواطني جنوب إفريقيا الأصليين حل الدولة الواحدة التي جمعت اهل البلاد السود مع مستعمريهم البيض تحت ظل دولة ديموقراطية واحدة ، فآلت أمور الحكم في البلاد للأكثرية السوداء بقيادة المناضل نيلسون مانديلا .

بل أن إستراتيجية قتل الأطفال في الذهنية الإسرائيلية ترقى لان تكون عقيدة دينية ومنطقا مقبولا من قبل قادتهم ومواطنيهم فجولدا مائير رابع رئيس وزراء لإسرائيل للفترة بين 17 مارس / آذار 1969 حتى 3 يونيو / حزيران 1974 تقول :

” كل يوم اتمنى ان اصحو ولا أجد طفلا فلسطينيا واحدا على قيد الحياة ”

اما إسحق رابين رئيس وزراء إسرائيل من 1992 حتى 4 نوفمبر 1995) فكان يقول ليتني أصحو صباحا واجد غزة وقد ابتلعها البحر .

وبكل الأحوال فإن تلمودهم يحرضهم على القتل ففي سفر صموئيل الأول الآية 15: 3اقول

فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلًا وَامْرَأَةً، طِفْلًا وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلًا وَحِمَارًا».”

ولابد لنا أن نتذكر بأن عراب دولة إسرائيل الأول هو وزير الخارجية الأمريكي اليهودي هنري كيسنجر صاحب نظرية تحقيق الأهداف خطوة خطوة ومرحلة مرحلة ، وهذا يعني بأننا إن لم نوقف إستراتيجية قتلهم لاطفال فلسطين فإن الدور قادم لأطفال مصر والأردن وسوريا والعراق حتى تفريغ البلاد من غير اليهود من الفرات إلى النيل .

Share This Article