صراحة نيوز – عدي أبو مرخية
يحتفل العالم اليوم بعيد العمال العالمي، وتتخذ هذه المناسبة طابعًا احتفاليًا يتجلى في الندوات والمؤتمرات والتصريحات الرسمية التي توجّهها المؤسسات والمسؤولون تقديرًا لجهود العاملين، ورغم أهمية هذا الاعتراف العلني، إلا أن ما غاب عن المشهد هو ترجمة هذه المناسبة إلى انعكاسات نفسية حقيقية يشعر بها العامل على مستوى يومه وحياته المهنية
وبدورها قالت المعالجة النفسية بتول أحمد لصراحة نيوز إن الأثر النفسي لعطلة عيد العمال غالبًا ما يكون إيجابيًا، لأنه يعزز من شعور الموظف بالتقدير والاعتراف، مما ينعكس على رضاه الوظيفي، وراحته النفسية، وإحساسه بالانتماء إلى طبقة عاملة تُحتفى عالميًا مضيفة أن منح الإجازة في هذا اليوم يرسل رسالة واضحة من المؤسسة للعامل بأنه محل احترام واهتمام، وهو ما يعمّق شعور الثقة والولاء المهني..
وأشارت إلى الآثار النفسية السلبية التي قد تطال العاملين الذين يُحرمون من الإجازة مبينة إلى أن رفض منح الاستراحة في هذا اليوم قد يُترجم في وعي الموظف كعلامة على عدم التقدير والتهميش، ما يؤدي إلى تراجع الحافزية، وتفاقم الإرهاق، وفتور العلاقة مع بيئة العمل. وقالت: “إن الامتناع عن منح الإجازة لا يُنظر إليه فقط كقرار إداري، بل يُفهم نفسيًا كإنكار لقيمة الجهد الإنساني، وهذا ينعكس في انخفاض الرضا الوظيفي، وتراجع الانتماء، وازدياد فرص الاحتراق النفسي.
وأكدت أحمد أن الاستثمار الحقيقي يبدأ من رعاية الإنسان لا استنزافه، مشددة على أن يومًا رمزيًا كهذا لا يجب أن يمرّ دون أثر، بل ينبغي أن يكون مناسبة لتعزيز بيئة عمل صحية تُبنى على الاحترام المتبادل والاعتراف الحقيقي لا الشكلي. واختتمت بالقول: “أنتم شركاء النجاح، لكن العاملين هم الطاقة التي تُحرّك عجلة هذا النجاح.”